التفاسير

< >
عرض

أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٢٢
-آل عمران

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }: وفى ذلك الإعراب السلامة من الإخبار بالأمر، وأما سيبويه فمنع إدخال الفاء فى خبر إن مطلقاً، كما لا يجوز دخولها في خبر ليت ولعل إجماعاً، وذلك لزوال شبه إسم الشرط بدخول الناسخ، لأنه لا يدخل على اسم الشرط. والجمهور على جواز دخول الفاء فى خبر إن، لأن إن لم تؤثر فى الجملة شيئاً سوى التخفيف لها، بخلاف ليت وغيرها، وجملة { فَبشَّرَهُمْ بِعَذابٍ أليم } معترضة بين إسم إن وخبرها، إذا جعلنا الخبر جملة { أُولَـئِكَ الَّذِينَ.. } إلخ، فهى مستأنفة محلها بعد الخبر، ومعنى { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُم }: بطلانها بأن لم يثابوا عليها فى الدنيا، ولم تنفعهم فيها، ولن يثابوا عليها فى الآخرة، بل لهم اللعنة والخزى فى الدنيا، والعذاب فى الآخرة، وكذلك أهل عصره صلى الله عليه وسلم من اليهود، لهم الذم فى الدنيا والآخرة، والعذاب فى الآخرة، وسلب أموالهم، وإخراجهم، والخزية والقتل فى الدنيا، وبطل ادعاؤهم التمسك بالتوراة، وإقامة شريعتها، وروى أنه لما رفع عيسى اختار بنو إسرائيل أربعة فقهاء فقالوا للأول: ما تقول فى عيسى؟ فقال: هو الله هبط فاحيا ما أحيا أو أمات ما أمات، ثم صعد وتعبه قوم فهم اليعقوبية من النصارى. وقال الثلاثة: كذبت. فقالوا للثاني: ما تقول؟ فقال: ابن الله وتبعه قوم فهم النسطورية من النصارى. فقال الإثنان. كذبت. فقالوا للثالث: ما تقول؟ فقال: هو إله وأمه إله والله إله وتعبه قوم هم الإسرائيلية من النصارى. فقال الرابع: كذبت؟ لكنه عبد الله ورسوله، من كلمته وروحه. فاحتصموا فغلهم المسلمون، وهو الرابع إذ قال: قد علمتم أنه يأكل وينام والله لا يوصف بذلك، وأنعموا بذلك، واقتتلوا وظفرت اليعقوبية، لعنهم الله، على المسلمين يومئذ ونزلت الآية فيهم.
{ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }: يدفعون عنهم عذاب الله عز وجل.