التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
١٥
-الروم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } الخ وقيل تفرقهم تميز اهل الجنة واهل النار.
{ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ } بستان وهو الجنة قيل الروضة ارض ذات ازهار وانهار وقيل الروضة البستان الذي هو في غاية النضارة وقيل الخضرة وقال الاصمعي: لا يقال روضة الا لبستان فيه ماء يشرب والروضة عند العرب كل ارض ذات نبات وماء ومن امثالهم احسن من بيضة في روضة والتنكير للابهام والتعظيم.
{ يُحْبَرُونَ } قال الكلبي يفرحون بالبناء للمعفول من افرحه يقال احبره اذا سره سرورا تهلل به وجهه وظهر فيه اثره وقال ابن عباس والحسن يحبرون بمعنى يكرمون وهو رواية عن مجاهد وقيل يتنعمون وهو رواية عنه وعنه وعن قتادة ينعمون وعن ابن كيسان يحملون وقال الزجاج: الاحبار التحسين ومنه الحبر للعالم لانه متخلق بأحسن أخلاق المؤمنين والحبر المداد لانه يحسن به وعن ابي بكر بن عياش توضع التيجان على رؤوسهم وعن وكيع يجعل لهم السماع في الجنة وفي ذلك كله سرور وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ونعيمها وفي آخر القوم اعرابي فقال هل في الجنة من سماع؟ قال:
" نعم يا اعرابي ان في الجنة نهرا حافاته الابكار من كل بيضاء حوصانية يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط فذلك افضل نعيم الجنة " قال: قال الراوي فسألت ابي الدرداء بم يتغنين؟ قال: بالتسبيح وسأل رجل أبا هريرة هل لاهل الجنة من سماع؟ قال: نعم شجرة اصلها من ذهب واغصانها من فضة وثمرها اللؤلؤ والزبرجد والياقوت يبعث الله ريحا فيجاوب بعضها بعضا فما سمع احد أحسن منه وروي ان في الجنة اشجارا عليها اجراس من فضة فاذا اراد اهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الاشجار فتحرك تلك الاجراس بأصوات لو سمعها اهل الدنيا لماتوا طربا وعن الاوزاعي ليس احد من خلق الله احسن صوتا من اسرافيل فاذا اخذ في السماع على اهل سبع السماوات صلاتهم وتسبيحهم واذا اخذ في السماع لم يبق في الجنة شجرة الا ساعدته.