التفاسير

< >
عرض

وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
٣٦
-الروم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً } كمطر وخصب وصحة وغير ذلك.
{ فَرِحُوا } فرح بطر.
{ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } كجدب وقلة مطر ومرض وقيل خوف وبلاء والظاهر العموم.
{ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } بسبب ما عملوا من المعاصي.
{ إِذَا هُم يَقْنَطُونَ } يائسون من أن تصيبهم حسنة أي فاجؤا القنوط وهذا خلاف وصف المؤمن فإنه يشكر عند النعمة ويرجو عند الشدة واعلم انه تعلق شيء من قوله جل وعلا
{ وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم } الآية بالموحدين فان من الناس من اذا جاءه فرح بعد شدة علقوا ذلك بالمخلوق او بحذق رأيهم وغير ذلك ففي ذلك عدم الشكر ويسمى تشريكاً مجازا ويتعلق بهم شيء من قوله سبحانه { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاس رَحْمَةً } الآية بل هذه يأخذ الكل أو الأكثر منها بقسطه ما بين مقلٍ ومكثرٍ الا من ربطت الشريعة جأشه ونهجت السنة سبيله وتأدب بآداب الله فصبر عند الضراء ولم يبطر عند السراء والنعمة ولم يقنط عند البلاء.