التفاسير

< >
عرض

فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٣٨
-الروم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَآتِ ذَا القُرْبَى } القرابة.
{ حَقَّهُ } من البر والصلة في المقال والمال والمعاشرة، وعن الحسن حقه المواساة في اليسر وقول ميسور في العصر والظاهر أن المراد الصدقة عليه من المال.
{ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ } حقهما وابن السبيل المسافر المحتاج وقيل الضيف، والأمر في ذلك للندب وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته من أيسر منهم وليس المراد الزكاة، وعن الحسن بعض الآية تطوع وهو قوله { فَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ } وبعضها واجب وهو قوله { وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَبِيلِ } يعني الزكاة وقيل المراد بالآية الزكاة الواجبة، وعن بعضهم ان الزكاة فرضت بمكة ولم تكن شيئا محدودا واحتج ابو حنيفة على وجوب النفقة للمحارم بالآية اذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب، قيل والآية غير مشعرة بذلك وزعم الشافعي أنه لا نفقة إلا على الولد والوالدين قاس سائر القرابة على ابن العم لأنه لا ولى بينهم كذا قيل عنه والحق وجوب النفقة بين الورثة على قدر الإرث عند الإحتياج وإن قلت لم رتب آت بالفاء؟ قلت: لأنه قد ذكر قبلها بسط الرزق فرتب عليه إيتاء من بسط من بسطة القريب والمسكين وابن السبيل ولأنه أيضاً قد ذكر تضييق الرزق فأمره بالإيتاء وفي جلب الرزق.
{ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ } اي ثوابه أو رضاه أو كليهما أو جهته التي هي التقرب لا جهة أخرى كالرياء.
{ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ } الفائزون حيث حصلوا النعيم الدائم ببعض ما بسط لهم من الفاني.