التفاسير

< >
عرض

فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٧
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ } لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا احد ما.
{ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّة أَعْيُنٍ } مما تقر به عيونهم واصل القرة البرد قرة عينه اي بردت ليس فيها دمعة حزن ودمعة الحزن حارة فصار يطلق على الفرح وعلى ما به الفرح والاية تحتملهما فان الفرح يستلزم ما به الفرح وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن الله سبحانه وتعالى:
" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه " اي غير ما اطلعتم عليه او دعوا ما اطلعتم عليه اي ليس كالاشياء التي اطلعكم الله عليها (اقرؤا ان شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين") وفي رواية (دخرا من بله) وفي رواية (دخرا بله) وبسطت الكلام على بله في النحو.
وفاعل اخفي الله حذف لفظه وناب عنه المفعول وهو ضمير ما وقرأ حمزة (ما أخفي) باسكان الباء اما تخفيفا واجراء للوصل مجرى الوقف واما على انه مضارع مبدوء وبهمزة التكلم وكذلك قرأ يعقوب ومن حصر تلك القراءة على حمزة كابي عمرو الداني فانما اراد والله اعلم انه لم يقرأ من السبعة غيره بها ويعقوب من العشرة لا من السبعة وقرىء (ما اخفي) علي البناء للفاعل والماضوية وضميره لله وقري (نخفي) بنون التكلم وقرىء (اخفيت) وقرىء (من قرات اعين) بجمع قرة لاختلاف أنواعها واما اسم موصول مفعول لتعلم بمعنى تعرف والجملة بعدها صلة أو اسم استفهام مبتدأ والجملة خبر والمجموع مفعول تعلم معلق عنها بالاستفهام.
{ جَزَآءً } حال فانهم ولو لم يصلوا ذلك اليوم لكنه مكنوز لهم ثوابا وجزاء او مفعول مطلق اي جوزوا أو يجازون به جزاء وهو اسم مصدر بمعنى المجازاة او اطلق على اسم العين وهو ما يجازون به او مفعول لاجله أي اخفي لهم للجزاء فان اخفاءه لعلو شأنه ولكونهم اخفوا عملهم اذ عملوها ليلا.
{ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } هذا قطع لتمني المتمنين اذ قال ان لهم ذلك لعملهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يقول الله سبحانه لأهل الجنة: أُدخلوا الجنة برحمتي واقسموها بأعمالكم " وقال: " من اتقى ربه يعطى على باب الجنة ما كاد فؤاده ينفطر به لشدة الفرح لولا ان الله سبحانه يبعث ملكا فيشد فؤاده " .
والباء متعلق بجزاء او باخفى او بمحذوف خبر المحذوف.