التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ
١٨
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ } المؤمن الموحد الموفي بما اقر به والفاسق المشرك والموحد الخائن فيما أقر به والله سبحانه وتعالى استفهم استفهاما انكاريا نفيا لان يكون هذا كذاك ثم استأنف جملة اخرى لنفي الاستواء تأكيدا وفي كان مراعاة لفظ (من) وفي (لا يستوون) مراعاة معناها كذلك ظهر لي والحمد لله ثم رأيته منصوصا عليه في كتب المذهب وغيره معنى واعرابا والاية في عامة المؤمن والفاسق وقال بعض قومنا: نزلت في علي بن ابي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط كان بينهما تنازع وكلام في شيء يوم بدر فقال الوليد لعليّ: اسكت فانك صبي وأنا شيخ والله اني أبسط منك لسانا وأشجع منك جنانا وأملأ منك حشوا في الكتيبة. فقال له علي: اسكت فانك فاسق.
وعن ابن الحسن انه قال للوليد كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا. ولا صحة عندنا لذلك فان صح فقد ثبت في شذوذ المذهب ان عليا قد تاب مما فعل بالصحابة لكن المشهور المأخوذ به انه غير تائب فانه ولو روي انه ندم لكن ليس كل ندم توبة فان بعض الندم غير توبة فانه لم يصرح بخطأ ولم تشهر عنه الانابة عن ذلك والتوجع منه ولو فعل ذلك لكفاه عند كثير عن القود والدية اذ فعل ذلك باجتهاد وان فعله تشهيا فلا يكفيه ذلك عنهما والامام يؤخذ بما فعلت الرعية بأمره.