التفاسير

< >
عرض

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢١
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَنُذِيقَنَّهُم } أي الفساق أو كفار قريش.
{ مِّنَ العَذَابِ الأَدْنَى } هو عذاب الدنيا من قتل أو أسر أو جوع.
{ دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ } هو عذاب النار.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: العذاب الأدنى مصائب الدنيا واسقامها.
وفي رواية عنه: انه الحدود وقد وقعت بعد ذلك بالمدينة بعض فرض الجهاد والأحكام واكثر من وقعت به المنافقون وهم بالمدينة وقيل هو الجوع بمكة حتى أكلوا الجيف والعظام سبع سنين.
وقال ابن مسعود: هو القتل بالسيف يوم بدر قيل وغيره من الايام.
{ لَعَلَّهُمْ } أي لعل باقيهم ممن باشر البلاء أو من غيرهم أو نسلهم.
{ يَرْجِعُونَ } الى الايمان أو الطاعة ولعلهم بانفسهم يطلبون الرجوع ويريدونه بان يقولوا أزل عنا هذا البلاء نؤمن كما يقولون من الآخرة
{ فأرجعنا نعمل صالحا } وسمي طلب الرجوع وارادته رجوعا كما سمي أداة القيام للصلاة وطلبه قياما في { إذا قمتم إلى الصلٰوة } ويدل لذلك قراءة بعضهم (يرجعون) بالبناء للمفعول ولعل للترجي بالنسبة الى غير الله سبحانه أو هي لارادة الله بمعنى حب الشيء وأمره به فانه سبحانه وتعالى خلق الطاعة وأحبها وأحب فاعلها وأمر بها من تكون منه ومن لا تكون منه وقد علم انها لا تكون منه وانه لا يقدر عليها وانه تاركها باختياره وليس ذلك بقادح في قدرة الله وانما يقدح لو قضي على أحد بأن تكون منه ولم تكن وأما الآن فقضي أن لا تكون.