التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
٣
-السجدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } وقوله:
{ بَلْ هُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ } لأن قولهم هذا مفترى انكار لأن يكون من رب العالمين وقوله { بَلْ هُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ } تقرير لكونه من رب العالمين وام منقطعة بمعنى بل وهمزة الانكار للتعجيب لظهور امر القرآن في عجز بلغاءهم عن ان يأتوا بثلاث آيات منه واضرب عن الانكار والتعجيب الى اثبات انه الحق اضرابا انتقاليا ونظير ذلك ان يعلل العالم ممثلة بعلة صحيحة جامعة قد احترز فيها انواع الاحتراز ثم يعترض عليه احد فيها او يقدر هو اعتراضا على نفسه فيجيب بتلخيص ثم يعود الى تقرير كلامه كقول متكلمي علماء الأباضية رحمهم الله الاعتقاد اول الواجبات على الاطلاق والاقرار اول الافعال الواجبة ثم يعترض عليهم من يزعم ان النظر أول الأفعال الواجبة او يقدر اعتراضه ثم يجيب.
وقولهم افتراه اما تعنت مع علمهم انه من الله واما جهل منهم اذا لم يتأملوا اذ سمعوا غيرهم يقول ذلك وبين المقصود من تنزيله بقوله { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا آتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } اذ كانوا اهل فترة بينك وبين عيسى واهل الفترة معذورون في الفروع لا في التوحيد لان دلالة العقل الموصلة اليه معهم في كل زمان هذا مذهبنا وايضا ارسال الرسل حجة في التوحيد على الناس كافة وما ذكرته من انهم لم يأتهم نذير بعد عيسى وقبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليهما وان ذلك هو المراد بالآية قول ابن عباس ومقاتل.
وقيل المراد ان العرب علمت بابراهيم وبنيه وبدعوتهم ولم يأتهم نذير مباشر لهم سوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وزعم من زعم ان بين النبي محمد والنبي عيسى عليهم الصلاة والسلام نبيا.
{ لَعَلَهُمْ يَهْتَدُونَ } بانذارك ولعل للترجي بالنسبة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم او للتعليل.