التفاسير

< >
عرض

قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً
١٨
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قد يعلم الله المعوقين منكم } قد للتحقيق او للتوقع فان المعوقين ومن معهم يتوقعون لازم علم الله بتعريفهم ولازمة هو الاخبار به او جهلوا ان الله يعلم كل شيء فهم يتوقعون هل علم الله تعريفهم ام لا والمعوقون المثبطون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم المنافقون يقولون لاخوانهم من ساكن المدينة من انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ما محمد واصحابه الا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم ابو سفيان واصحابه فحلوهم. وألتهم الفصيل ما في الضرع استوفاه وألتهم ابتلع.
{ والقائلين لإخوانهم هلم إلينا } قيل ان اليهود ارسلت اليهم ما الذي يحملكم على قتل انفسكم بيد ابي سفيان ومعهم انهم ان قدروا في هذه المدة عليكم لم يستبقوا منكم احدا وإنا نشفق لكم انتم اخواننا وجيراننا هلموا الينا فأقبل عبدالله بن ابي وأصحابه على المؤمنين يخوفونهم بأبي سفيان وأصحابه لئن قدروا عليكم لم يبقوا منكم احدا فارجعوا عن محمد فانه يقتل هنا ولا خير عنده انطلقوا الى اخواننا يعني اليهود فلم يزدد المؤمنون الا إيمانا واحتسابا.
وهلم اسم فعل بمعنى اقبل ولفظها واحد مع المذكر والمفرد وغيرهما وذلك لغة اهل الحجاز، واما بنوا تميم فهي فعل في لغتهم يقولون هلم عليَّ هلما هلموا هلمن وفسّر بعضهم هلم بالفعل المتعدي مثل احضر بفتح الهمزة وكسر الضاد وقرب بتشديد الراء اي حضروا الينا انفسكم وقربوها الينا.
{ ولا يأتون البأس } الحرب.
{ إلا قليلا } الا اتيانا قليلا او الا زمانا قليلا او الا بأسا قليلا رياء وسمعة فهو مفعول مطلق او ظرف زمان او منصوب على الابدال من البأس او الاستثناء وذلكم انهم يعتذرون عن حضور القتال ما امكن ويثبطوهن ما امكن واذا حضروه باضطرار لا يقاتلون الا قليلا وذلك من كلام الله ذم لهم ويجوز ان يكون من كلامهم راجعين الضمير لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اي لا يأتون حرب الاحزاب ولا يقاومونهم الا قليلا والوجه الاول اوضح ويدل له قوله عزّ وجلّ.
{ أشحة... }.