التفاسير

< >
عرض

سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً
٦٢
يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً
٦٣
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سنة الله في الذين خلوا } مضوا.
{ من قبل } من الأمم الماضية في منافقيهم ومن في قلبه مرض منهم ومن يزلزل المؤمنين وسنة مفعول مطلق لمحذوف الاصل من الله ذلك سنة حذف العامل واضيف المصدر للفاعل اي سن الله ان يقتلوا حيث وجدوا وقال مقاتل: الذين خلوا من قبل هم المشركون المقتولون والمأسورون يوم بدر.
{ ولن تجد لسنة الله تبديلا } لانه سبحانه وتعالى لا يبدلها ولا يقدر احد ان يبدلها وكان المشركون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيام الساعة متى هو تكذبا به واستهزاء وكان اليهود يسألونه عنها امتحانا والله سبحانه وتعالى اخفاها في التوراة وفي كل كتاب ولم يطلع عليها ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا فأنزل الله جلا وعلا:
{ ويسألك الناس عن الساعة } متى تقوم.
{ قل إنما علمها عند الله } وحده لا عند احد من خلقه.
{ وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا } اخبر انها قريبة الوقوع تهديدا للمستعجلين واستكانا للممتحنين وانما قال قريبا لا قريبة لان فعيلا بمعنى فاعل يجوز تذكيره مع المؤنث او لان الساعة وقت زمان ويعبر عنها ايضا باليوم لانه يقال يوم القيامة كما يقال الساعة او التقدير تكون شيئا قريبا او يكون وقوعها قريبا قيل او قريبا ظرف كما تقول آخر النهار يكون في النهار اي بعض منه وتقول العصر من النهار والسحر من الليل وال في الساعة للعهد الذي في قلت النبي صلى الله عليه وسلم وغيره واما في الساعة ثانيا فان اعتبر جانب مضيها في الذكر فللعهد الذكري كأنه قبل لعل الساعة التي تقدم انهم يسألونك عنها وان لم يعتبر ذلك الجانب فللعهد الذهني فافهم.