التفاسير

< >
عرض

لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٧٣
-الأحزاب

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ليعذب } تعليل للعرض أي كان ما كان من العرض عليهن وامتناعهن والعرض على الانسان وقبوله ليُعذب فلو قبلتها لم يصل التكليف بها اليه فضلا عن التعذيب عليها، او اللام للصيرورة متعلقة بحملها اي نتيجة حمله التعذيب لعدم وفائه.
{ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } لخيانتهم الأمانة ونقض العهد قال صلى الله عليه وسلم:
"ينام الرجل فتقبض الأمانة من قلبه" يعني الإيمان والاقامة بالوديعة المستلزم عدمها عدم الإيمان أو ضعفه فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احد يؤدي الأمانة حتى يقال: ان في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل: ما أجلده وما أظفره وما أعقله وما في قلبه مثقال حبه من الإيمان. قال حذيفة: لقد مر عليّ زمان وما أبالي أيكم بايعت مسلما او يهوديا او نصرانيا وأما اليوم فما أبايع منكم إلا فلانا وفلانا، "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم فجاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ وتركه حتى قضى التحديث فقال: أين السائل فقال: أنا يا رسول الله. قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة اذا كان الأمر لغير أهله" فانتظرها وقوله اذا كان الأمر الخ. تفسير لتضييعها.
{ ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات } المؤدين للأمانة وتوبته عليهم عفوه عن تفريطهم في بعض الأوقات المسلتزم له كون الظلم والجهل لا ينفكان عنه لتوبتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أدى الأمانة الى من إئتمنك ولا تخن من خانك" وهذا الحديث ربما أبطل ما أجازه بعض العلماء من أن اتأخذ أمانة من إئتمنك عليها أو بعضها إذا كان لك عليه حق مثلها أو بعضها وأنكره او نسيه او مات ولا شهوة لك، والصحيح جواز هذا في غير الأمانة فيها، وقرأه الأعمش برفع يتوب على الإستئناف فلا يدخل في التعليل.
{ وكان ا لله غفوراً رحيما } لمن تاب من الشرك والنفاق والله أعلم اللهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسورة أخر النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم وصلي الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.