التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
٣٥
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٦
-سبأ

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا } ممن آمن ولولا رضي الله علينا على ما نحن فيه لم يعطنا تلك الاموال والاولاد.
{ وما نحن بمعذبين } ولو كان يعذبنا لما عطانا ذلك ويجوز أن يريدوا انا كما كنا اكثر اموالا واولادا في الدنيا نكون اولى بالجنة او كانت ولسنا نعذب ويجوز ان يريدوا بقولهم ما نحن بمعذبين ان يكون ولو قال لقريش او لمترفيهم ورد الله عليهم قوله.
{ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء } امتحانا.
{ ويقدر } يضيفه على من يشاء امتحانا ويح ابن ادم ما خلق في الدنيا الا للامتحان فتوسيع الرزق وتقليله امتحان بمشيئته لا لكرامة الموسع عليه وهو ان المقلل عليه فترى الشخصين متماثلين في الأفعال والصفات وقد تخالفا توسيعا وتضييقا وقرىء يقدر بضم الياء وكسر الدال مشددة أي يجعل الرزق بمقدار، واما البسط فكأنه جزاف والتشديد مبالغة في التضييق وكم ناس لا يصلح بهم الا الفقر الشديد ولا ينتبهون لذلك ولا يصلون إلى معرفته.
{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ذلك فيظنون ان كثرة المال والولد لكرامة وانها ابدا خير من القلة.