التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٤٦
-سبأ

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قل إنما أعظكم بواحدة } خصلة واحدة.
{ أن تقوموا } المصدر من هذا الفعل معرفة بالاضافة بدل من واحدة وعطف بيان بناء على جواز بناء النكرة بالمعرفة والنكرة بالنكرة ومفعول لمحذوف اي اريد او اعني او اخبر لمحذوف اي هي نظرا لقوله واحدة او هو نظرا لتذكيره الخبر.
{ لله } لاجل الله.
{ مثنى } متفرقين اثنين اثنين.
{ وفرادى } واحدا واحدا فان الازدحام يشوش الخاطر ويخلط القول ويوصل للمراء والتقليد والمراد ان تقوموا من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم او تنهضوا وتجدوا بالهمة في الامر لله معرضين عن الجدال والمتابعة.
{ ثم تتفكروا } في امر محمد وما جاء به ليتبين لكم الحق وقوله.
{ ما بصاحبكم } في محمد.
{ من جنة } جنون اما تعليل لقوله تتفكروا وما نافية وفي الكلام التفات وهو من جملة المقول أي لآية ليس بي جنة فالتفت عن التكلم الى الغيبة بوضع المظهر موضع المضمر فانكم قد علمتم اني العقل وامين فكيف لا تصدقوني ام كيف ادعي ما لا صحة له فافتضح على رؤوس الملأ ومع ذلك فمعي معجزات مصدقات لي وقوله.
{ إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } تابع له في الالتفات واما مستأنف من كلام الله غير داخل في القول ولا التفات فيه اي لا جنون به بل هو كمل عقلا كما قد علمتم بقلوبكم واذا لم يكن به جنون فكيف لا تصدقونه مع انه قد انضم الى كمال عقله دلائل على صحة قوله ومعجزات وهو قول ابي حاتم فالوقف على تتفكروا واما مفعول لمحذوف معطوف على تفكروا أي فتعلموا ما بصاحبكم من جنة فيكن فيه الالتفات المذكور ويكون من جملة للقول واما مفعول لنتفكر على ان ما نافية كما في الاوجه المذكورة كلها وتتفكروا يلوح الى العلم واما مفعول لتتفكروا على ان ما استفهامية مبتدأ مخبر عنها بقوله بصاحبكم وفي الوجهين الالتفات ومن صلة في المبتدأ المخبر عنه بقوله بصاحبكم في الاوجه كلها الا الاخير فبيان للمستر في بصاحبكم وهو ضمير الاستقرار والاستفهام فيه انكاري اي ثم تتفكروا اي شيء به من ايثار الجنون لا اثر فيه من الجنون ومعنى كونه صلى الله عليه وسلم بين يدي عذاب شديد انه قدم العذاب والعذاب متصل به خلفه قريب منهم وهو عذاب الاخرة، قال صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين مشيرا للوسطى والسبابة وقال بعثت في نسم الساعة في تنفسها والمراد اولها.