التفاسير

< >
عرض

وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ ٱلَّذِي كُـنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
٣٧
-فاطر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وهم يصطرخون } يفتعلون من الصراخ وهو الصياح ابدلت التاء طاء لتقدم الصاد.
{ فيها } قوله.
{ ربنا أخرجنا } منها.
{ نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل } مفعول لقول محذوف مفسر للاصطراخ اي قائلين او يقولون ربنا الخ، او مفعول يصطرخون متضمنا معنى يقولون بصياح ربنا اخرجنا وغير نعت لصالح ولو اضيف لمعرفة لانه لا يتعرف بالاضافة اليها وقيل يتعرف بالاضافة اليها مطلقا وقيل ان كان بين ضدين كما هنا على القولين فهو بدل النعت والاول هو المشهور وهو قول المبرد والثاني قول بعض والثالث قول ابن السراج وابي سعيد السيرافي ووصف الصالح بغير الذي كنا نعمل تخسر على الذي يكانوا يعملونه في الدنيا من شرك ومعاص وتندم عنه حين لا ينفع واعتراف به ولا ينفع الاعتراف اذ ذاك واشعار بان طلبهم الخروج انما هو لاصلاح ذلك وانهم كانوا يحسبونه صالحا والان ظهر انه غير صالح.
{ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } قيل هو ما قبل البلوغ وقيل ما قبل تسع عشرة سنة وقيل اربعون وقال ابن عباس وعلي ستون وقيل ما بين العشرين الى الستين وليس المراد انه يعذر في ذلك فانه لا عذر له الا قبل البلوغ فالواضح انه كل عمر يتمكن في المكلف من التذكر ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
"من بلغ ستين سنة فقد اعذر الله اليه" وفي رواية "اعذر الله الى كل امرء اخر اجله حتى يبلغ ستين سنة" ، وقال اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين وفي رواية ان العبد اذا بلغ اربعين سنة ولم يتب مسح الشيطان على وجهه فقال بأي وجه لا يفلح وتذكر بمعنى يتذكر المعنى ما يتذكر فيه من قد تذكر لو رجع.
{ وجاءكم النذير } عطف على او لم نعمركم ولو كان انشاء لان الاصل ونقول او لم نعمركم فالكلام حكاية فالمعنى على ونقول جاءكم النذير او لان المعنى عمرناكم وجاءكم النذير الرسول وقيل القرآن وقيل العقل وقيل الشيب وقيل موت الاقارب والظاهر ان يقال بدل القول بالرسول وبدل القول بالقرآن الرسل والكتب فان الآية تعم الامم الا ان اريد بالرسول الجنس كما ان النذير الجنس قال بعض الجمهور ان النذير الانبياء واستحسن بعضهم ان النذير الشيب وذكروا انه ما من شعرة تبيض الا قالت لاختها استعدي فقد قرب الموت وقرىء ما يذكر فيه من اذكر الخ. بابدال تاء يتذكر ذالا وادغامها في الذال واجتلاب همزة الوصل وتكتب في الماضي لا في المضارع.
{ فذوقوا } اي عذاب.
{ فما للظالمين من نصير } يرد عنهم العذاب.