التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ
٥
-فاطر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يا أيها الناس } الخطاب لقريش او لكل احد.
{ إن وعد الله } بالبعث والجزاء بالثواب والعقاب.
{ حق } لا خلف فيه.
{ فلا تغرنكم الحيٰوة الدنيا } بلذاتها وزخاريفها عن الايمان بالله والطاعة وطلب ما عند الله ينبغي للعبد ان يقلل الدخول في اسباب الدنيا ما استطاع وقد قال صلى الله عليه وسلم
"ان قليل الدنيا يلبي من كثير الاخرة" ، وقال صلى الله عليه وسلم "ما طلعت شمس الا وبجنبها ملكان يناديان يا ايها الناس هلموا الى ربكم فانما قل وكفي خير ما كثر والهى" .
{ ولا يغرنكم بالله } عن الله او يحلم الله وامهاله يقول اعملوا ما شئتم فان الله يغفر الذنوب الكبار والصغار.
{ الغرور } قال ابن عباس: هو ابليس ابعده الله فانه ابلغ مخادع وغار واخذ الخداع عادة وظاهر اللفظ نهي الشيطان عن الغرور والمخادعة والمراد نهي الناس عن ان يتأثر فيهم غروره بان يطيعوه في فعل الذنوب والاصرار عليها اعتمادا على ان يغفرها الله فان غفرانه الذنوب مع الاصرار عليها غير ممكن لأنه خلاف الحكمة فتناولها كتناول السم مع العلم بأنه قاتل ومع عدم تهيئة دافع طيعته وقرىء بضم الغين مصدرا أغر جمعا لغار كقعد قعودا وهو قاعد وهم قعود.