التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٦٠
-يس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ألم أعهد } وقرىء بكسر الهمزة على لغة من يكسر تاء المضارعة ونونها وهمزتها وقرأ اعهد بكسر الهاء وقرىء اجهد بابدال العين جاء وهو لغة تميم ليس مجرد اجتماع الحروف المتقاربة سببا مخرجا للكلمة عن الفصاحة كما توهم بعض حتى زعم ان اعهد غير فصيح ولا اعلم له مخرجا عن الكفر الا ان قال الله سبحانه وتعالى خلق هذه الكلمة في السنة كلها وجعلها ثقيلة وأنزلها في القرآن كما يخلق بعض الاجسام ثقيلا وبعضه خفيفا ويبحث فيه بأنها لو كانت كذلك لانزل بدلها كلمة خفيفة فصيحة تؤدي معناها ويلزم من كون الكلمة غير فصيحة كون الكلام المركب بها مع غيرها غير فصيح لأنها جزءه هذا هو التحقيق بخلاف السورة كلها واثبات كلمة غير فصيحة في القرآن يؤدي إلى نسبة العجز والجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبير والتحقيق ان اعهد غير ثقيل ثقلا مخلا بالفصاحة كما يعلم بالذوق السليم فانه انما يعد ثقيلا متعسر النطق ما عده الذوق السليم كذلك ويسمى متنافرا سواء كان ذلك لقرب المخارج او بعدها او غير ذلك فان التنافر وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها عند الذوق السليم وهو مزيد ذكاء يعرف به المعاني الخفية بحسب قران الأحوال وليس اعهد كذلك ولا سيما على قراءة ورش بنقل فتحة الهمزة وحذف الهمزة فلا يبقى الا حرفان متقاربان العين والهاء.
{ إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان } اي ألم آمركم يا بني آدم على لسان رسلي ان لا تطيعوا الشيطان فيما يأمركم به من معصيتي وسمي متابعته عباده له لانها بتزيينه ويجوز ان يكون العهد ما عهد إليهم إذا كانوا ذرا وان يكون ما ركب فيهم من العقول وركب لهم من الدلائل المشاهدة والسمعية وذلك تقريع وتوبيخ وقطع للمعاذر.
{ إنه لكم عدو مبين } تعليل جملي وان مفسرة ولا بعدها ناهية او مصدرية ولا نافية.