التفاسير

< >
عرض

أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ
١٢٥
ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
١٢٦
-الصافات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أتدعون } أتعبدون أو اتطلبون الخير منه.
{ بعلا } هو صنم يعبدونه وبه سمي البلد مع لفظ بك فيقال للبلد بعلبك وهو من الشام قيل كان من ذهب طوله عشرون ذراعا وله أربعة أوجه فتنوا به وعظموه حتى جعلوا له أربعمائة خادم وسموهم أنبياء فكان الشيطان يدخل في جوف بعل ويتكلم بشريعة الضلالة، والخدمة يحفظونها ويعلمونها الناس ويسمى الصنم ايضا بعل بك وذلك قول الحسن والضحاك وابن زيد وقالت جماعة ان بعلا اسم امرأة كانت تضلهم وقيل البعل الرث بلغة اليمن أي أتدعون بعلا أي ربا غير صحيح الربوبية.
{ وتذرون } تتركون.
{ أحسن الخالقين } أي عبادته وهو الله وفي هذا بيان وجه الانكار الذي أفادته همزة أتدعون فإن أحسن الخالقين هو الذي يجب أن يعبد لا من لا يملك نفعا ولا ضرا وأحسن الخالقين هو الذي يستحق الربوبية كما صرح بذلك في قوله.
{ اللهَ رَبَكم ورب آبائكم الأولين } دون بعل فلا نصيب له في الربوبية بل هو مربوب لله والله ربكم مبتدأ وخبر أو الله خبر لمحذوف اي هو الله وربكم بدل وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وحفص بنصب على الابدال من احسن وقيل عن حمزة انه كان إذا وقف رفع وإذا وصل ما قبله به نصب وروي النصب عن عاصم ايضا.