التفاسير

< >
عرض

ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ
٢٢
مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ
٢٣
-الصافات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ احشروا الذين ظلموا } خطاب من الله سبحانه للملائكة وقيل من الملائكة بعضهم لبعض والحشر الجمع والمراد اجمعوا الذين ظلموا وقد تفرقوا وقيل اجمعوهم من مقاماتهم الى الموقف وقيل منها إلى النار والذين ظلموا هم المشركون وقيل عام في كل ظالم والصحيح الأول لقوله بعد وما كانوا يعبدون من دون الله وبه قال الكلبي { وأزواجهم }.
قال عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - وقتادة انواعهم عابد صنم مع عابد صنم وعابد شمس مع عابد شمس وعابد نجم مع عابد نجم وعابد قمر مع عابد قمر وهكذا وقيل قرناهم من الشياطين يقرن كل كافر مع قرينه من الشياطين في سلسلة وبه قال عمر في رواية النعمان بن بشير عنه وقيل نسائهم المشركات وهو رواية عن ابن عباس والحسن وقيل نظرائهم من العصاة أهل الخمر مع أهل الخمر وأهل الزنا مع أهل الزنا وأهل السرقة مع أهل السرقة وأهل الرياء مع أهل الرياء وأهل الكبر مع أهل الكبر وأهل الحسد مع أهل الحسد وهكذا وهو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ وما كانوا يعبدون من دون الله } زيادة في تحسرهم وتخجيلهم إلا الذين سيقت لهم الحسنى كالملائكة وعيسى وعزير ممن كان معبود الا بأمره ولا برضاه وكان متقيا وقال الحسن الذين يعبدون من دون الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة الأصنام.
{ فاهدوهم إلى صراط الجحيم } دلوهم على طريق النار يسلكونه كذا ظهر لي ثم رأيته مسندا إلى ابن عباس رضي الله عنهما وذلك على جهة التهكم بهم والجحيم النار مطلقا وقيل الباب الخامس منها.