التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَهُم مُّلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ
١٠
جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ
١١

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي ألهم ذلك أي ليس لهم أن زعموا أن عندهم خزاين رحمة ربك فباطل من أين لهم التصرف في السموات والأرض وما بينهما وثنى الضمير لتأويل السموات بالفتق أو بالرتق فانه قد كانت رتقاً ففتقت ان كان لهم ذلك* { فَلْيَرْتَقُواْ } أي يتصعدوا* { فِى الأَسْبَابِ } في المعاريج التى توصلهم الى السماء فيأتوا منها بالوحي الى من أرادوا وذلك أمر توبيخ وتعجيز كقوله: { { كونوا حجارة } وفيه غاية التهكم والسبب فى الاصل ما توصل به من نحو سلم وحبل ومعراج وقيل المراد بالأسباب السموات لانها أسباب حوادث الأرض وقيل أبواب السماء وطرقها وهم { جُندٌ مَّا } زائدة أريد بها تقليل أو صفة أريد بها التعظيم على سبيل الهزء بهم والاستخفاف لأن الصفة تستعمل على هذين المعنيين كأنه قيل (جند حقير)* { هُنَالِكَ } أي فى تكذيبهم البعيد لخسته عن مقام الصدق نعت لجند أو متعلق بقوله* { مَهْزُومٌ } أي مكسور ومغلوب وقيل: ممنوع من الصعود الى السماء وهو نعت جند وكذا قوله* { مِّنَ الأَحْزَابِ } أي من جنس المتحزبين عن الانبياء قبلهم فقهقروا وأهلكوا وكذلك يهلك من تحزب عليك فهذا وعد بالنصر لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنه سيهزم جميع المشركين.
قال مجاهد: الاشارة (بهنالك) الى يوم بدر وهو غيب أخبر به صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: اشارة الى مصارعهم ببدر؛ وقيل: اشارة الى حماية الأصنام أي مهزوم في هذا السبيل سبيل حمايتها واذا كان مهزوماً عما قريب فمن أين لهم التصرف والتدبر فى الأمور الربانية فلا تكترث بقولهم وعزاه صلى الله عليه وسلم بقوله* { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ }