التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ
٢٣

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ هَذَآ أَخِى } في دين الله أو في الصحبة والأخ بيان أو نعت لاستحضار الترحم لا للبيان والتوضيح والجملة بعده خبراً وهو الخبر والجملة خبر ثان* { لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً } أي امراة { وَلِىَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ } والعرب تكني عن المرأة بالنعجة وأصلها أنثى الضأن وأنثى بقر الوحش وذلك تمثيل وليس هناك نعاج ولا بغي كذا قيل وقيل ان النعاج التسع والتسعين مكنى بها أو رياء وقرئ بفتح تسع وتسعون وكسر نون نعجة وقرأ حفص بفتح ياء لى ووجه القول انه لا نعاج ولا بغي انهما لم يكونا بين الخصمين* { فَقَالَ اكْفِلْنِيهَا }.
قال ابن عباس: أعطنيها وملكنيها وقال ابن كيسان: اجعلها كفلي فى نصيبي كما يقال: (أسهم لي) أجعله لى سهماً وقيل انزل عنهما وضمهما لي واجعلنى كافلاً لها أي مالكاً لها كما أكفل ما تحت يديّ وأملكه أو قائماً بها فان الزوج يقوم بزوجته ويكفيها والمعنى طلقها لأتزوجها* { وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ } أي غلبنى فى المخاطبة أي فى المحاججة بأن جاء بحجج لا أقدر على ردها لانه أفصح مني وان حارب كان أبطش مني لقوة ملكه والغلبة له ولو كان الحق لي؛ أو (الخطاب) من قولهم خطبت المرأة وخطبها فخاطبني أي غلبني فى الخطبة وتزوجها وذلك تعريض بداود مع أوريا وقرئ (وعازني) بالألف فزاي مشددة أي حاول غلبتي (وعزاني) بالتخفيف وتعليل اللام والمعنى أيضاً الغلبة