التفاسير

< >
عرض

وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
٤
أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
٥

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَعَجِبُوا } أي كفار مكة أو كفار قريش من { أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } رسول بشر مثلهم مترب فيهم من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم بالنار بعد البعث ويبطل تعديدهم للآلهة وهو النبي صلى الله عليه وسلم { وَقَالَ الْكَافِرُونَ } مقتضى الظاهر وقالوا باعادة الضمير للذين كفروا فأقام الظاهر مقام المضمر ليذكرهم باسم الكفر ما لهم واشعاراً بأن كفرهم جسرهم على قولهم { هَذَا سَاحِرٌ } فيما يظهره من معجزة كانشقاق القمر { كَذَّابٌ } فيما يقول الله سبحانه { أَجَعَلَ الأَلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً } أي أيبطل الآلهة ويثبت الهاً واحداً وذلك استفهام توبيخي أي كيف يسع الخلق اله واحد وذلك أنه أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فشق اسلامه على قريش وفرح به المؤمنون فقال الوليد بن المغيرة لأشراف قريش وكانوا خمسة وعشرين رجلاً وهو أكبرهم سناً: امشوا إلى أبى طالب وقيل: ان أشراف قريش اجتمعوا عند مرض أبى طالب وقالوا ان من القبيح علينا أن يموت أبو طالب ونؤذي محمداً بعده فتقول العرب (تركوه مدة عمه فلما مات آذوه) ولكن نذهب الى أبى طالب فينصفنا منه ويربط بيننا وبينه ربطاً ولما اجتمعوا على ذلك بأنفسهم أو قال لهم الوليد ذلك فنهضوا الى أبى طالب وقالوا: أنت شيخنا وكبيرنا وقد فعل ما فعل هؤلاء السفهاء بمحمد وإن محمداً يسب آلهتنا ويسفه آراءنا ونحن لا نرضى بهذا فافصل بيننا وبينه فى حياتك بأن يقيم بمنزله ويعبد ربه الذي يزعم ويدع آلهتنا وسبها ولا يعرض لأحد منا بشيء من هذا "فأرسل أبو طالب اليه صلى الله عليه وسلم وقال له: ابن أخى وقيل قال: يا محمد هؤلاء قومك يسألونك السواء فلا تمل عنهم كل الميل فقال صلى الله عليه وسلم: وماذا يسألون؟ فقال: أن ترفض آلهتهم ويدعوك والهك فقال صلى الله عليه وسلم: أتعطون كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين بها لكم العجم أي تخضع، وقيل: قال: تملكون بها العرب وتؤدى لكم العجم الجزية فقال أبو جهل: لله أبوك ليعطونها وعشراً أمثالها فقال صلى الله عليه وسلم: قولوا لا اله الا الله فنفروا وقالوا: هل غير هذا فقال: والله لو أعطيتموني ملء الأرض ذهباً، وقيل: قال: لو جعلتم الشمس في يميني والقمر فى شمالى ما أرضاني منكم غيرها. فقاموا عند ذلك يقول بعضهم لبعض { أَجَعَل الآلهَةَ إِلَهاً واحِداً }" مع أن الواحد لا يسع الخلق { إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ } أي عجيب جداً وقريء بتشديد الجيم وهو أبلغ