التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٥
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } متعلق بخلق أو بحذف نعت لمصدر محذوف أي خلق كائناً بالحق* { يُكَوِّرُ الَّليْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } يدخل الليل على النهار فيزيد النهار ويدخل النهار على الليل فيزيد الليل فما نقص من أحدهما زاد في الآخر ومنتهى النقص تسع ساعات ومنتهى الزيادة خمس عشرة ساعة كأن الذي يزيد يكون منه على الآخر جزء فيستره وكأن الآخر الذي ينقصه يلج في الذي يزيد فيستتر ككور العمامة يستر لياً أو بعضه وقيل يغشى أحدهما الآخر وقيل يدخل هذا على هذا فيزيله فاذا أغشاه فكأنه ألبسه ولف عليه كما يلف اللباس على لابسه واذا غيب أحدهما الآخر، فكأنه شيء لف على آخر فغيبه أو هذا يكر على هذا كراً متتابعاً كتتابع أكوار العمامة بعضها على بعض يقال كار العمامة وكورها وقال بعضهم الليل والنهار عسكران عظيمان يكر أحدهما على الآخر بقدرة الله قاهرهما* { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي } في فلكه* { لأَجَلٍ مُّسَمًّى } أي الى أجل مسمى محدود وهو منتهى دوره ومنقطع حركته وذلك يوم القيامة* { أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ } الغالب على أمره المنتقم من أعدائه القادر على كل ممكن الغالب على كل شيء { الْغَفَّارُ } لذنوب التائبين العظيم الرحمة والاحسان أو الغالب الغفار الذي يقدر على أن يعاجلهم بالعقوبة وهو يحلم عنهم ويؤخرهم الى أجل مسمى فسمى الحلم مغفرة ولولا حلمه لقطع عنهم الشمس والقمر أو منفعتهما