التفاسير

< >
عرض

قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٥٠
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
٥١
أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥٢
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني قارون وغيره من قائلى ذلك اذ قارون وقومه فانه قال وهم رضوا فكأنهم قالوا ذلك على أن المراد بما مر غير ما يشمل قارون ونحوه* { فَمَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ما الأولى نافية أو استفهامية انكارية مفعول لأغنى والثانية اسم موصول أو حرف موصول أي الذين كانوا يكسبونه من متاع الدنيا أو كسبهم ما أغنى عنهم من العذاب شيئاً { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } ما كسبوه أو كسبهم أصابهم جزاء سيئاته أو السيئات الجزاء كما مر* { وَالَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَؤُلآَءِ } المعاصرين لك يا محمد من أهل مكة وليس هذا دليلاً على أن المقصود بالانسان وما معه العموم ولا الخصوص و (من) للبيان أي وهم هؤلاء المعاصرون أو للتبعيض أي بعضهم* { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ } أي جزاء* { مَا كَسَبُواْ } أو جزاء سيئات ما كسبوا كما أصاب من قبلهم وقد قحطوا سبع سنين وحبس عنهم الرزق وقتلت أشرافهم ببدر ولم يغنهم كسبهم شيئاً كما قال* { وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين عذابنا ثم مطروا سبع سنين وبسط لهم الرزق وقال الله لهم* { أَوَ لَمْ } الهمزة بعد الواو أو داخلة على محذوف أي أفعلوا ذلك ولم* { يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ } يوسع* { الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } امتحاناً* { وَيَقْدِرُ } أي يقبض ويضيق عمن يشاء ابتلاء ولا باسط ولا قابض سواه* { إِنَّ فِى ذَلِكَ } الذي يحدثه من بسط وقدر كغيرهما { لأَيَاتٍ } دلائل على وجود الصانع* { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }