التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
٥٥
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم } أي اتبعوا الأحسن وهو ما أنزل وهو القرآن أو أحسنه ما أمر به دون ما نهى عنه أو الغرائم دون الرخص أو الناسخ دون المنسوخ أو ما هو أنجى وأسلم كالانابة والمواظبة على الطاعة واختاره القاضي (ومثله فيتبعون أحسنه) وذلك أن القرآن كله حسن وكله أحسن من غيره.
قال الحسن: الزموا الطاعة طاعة الله واجتنبوا معصيته فانه أنزل في القرآن ذكر القبيح ليجتنب وذكر الأدون لئلا ترغب فيه والأحسن لتؤثره وتختاره وتأخذ به وليس القرآن من حيث ما يدل بعضه أحسن من بعض وانما الأحسنية بالنظر لمصالح العبد وفي الأحاديث هو قرآن على أن بعضاً أحسن من بعض* { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً } بسرعة وفجأة* { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } لا تعلمون بمجيئه فتصلحوا ما أفسدتم ويحتمل أن يكون المراد المبالغة في ذمهم فانهم لشدة غفلتهم يفاجئهم كانهم جماد لا يحس واحذروا