التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ
٨
-الزمر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ } الكافر* { ضُرٌّ } أي بلغه ما يكره من الشدائد والبلاء* { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً } أي طلبه راجعاً* { إِلَيْهِ } متضرعاً في ازالة ذلك الضرر وزوال ما تنازع العقل في الدلالة على أن مبدأ الكل منه* { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } أعطاه* { نِعْمَةً مِّنْهُ } أي من الله أصله جعله خائل نعمة بعد ما أعطاه اياها كقولك (زيد خائل مال) أي حسن القيام عليه حافظ له.
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان يتخول أصحابه بالموعظة". أو أصله جعله خائلاً أو مفتخراً وعن بعضهم؛ معناه ملكه وحكمه فيه ابتداء من الله لا مجازاة ولا يقال في الجزاء خول* { نَسِىَ } أي ترك* { مَا كَانَ يَدْعُواْ إِلَيْهِ } أي الضر الذي كان يدعو الله عز وجل الى ازالته (فما) واقعة على غير العالم بكسر اللام أو المعنى (نسي ربه) الذي كان يدعو الى ازالة الضر (فما) واقعة على العالم أو ما مصدرية أي نسي دعاءه اليه وعن بعض (نسي عبادة الله والتضرع اليه)* { مِن قَبْلُ } أي بيان لحال الكفرة من الالتجاء الى الله فى حال الضرورة مع ما هم فيه من الكفر* { وَجَعَلَ للهِ أَندَاداً } أي شركاء وأصناماً* { لِّيُضِلَّ } بضم الياء من الاضلال أي ليرد غيره* { عَن سَبِيلِهِ }.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وورش بفتح الياء من الضلال أي ليكون ضالاً وانما علل جعل الأنداد لله بلا ضلال أو الضلال لانه نتيجة جعل الأنداد له تعالى فهو تعليل غائي لا تعليل باعث غرضي فانه ليس باعثاً الى جعل الأنداد فما هي الا لام المال وسبيله هو دين الاسلام* { قُلْ } لهذا الكافر { تَمَتَّعْ } أي تلذذ* { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } زماناً قليلاً أو تمتعاً قليلاً فى الدنيا بقية أجلك وفي التعبير بالتمتع اشارة الى أن الكفر نوع تلذذ ومجرد شهوة لا دليل له من العقل ولا من غيره ويجوز أن يراد تمتع فى عمرك لا فى بقيته فقط وذلك أن المقصود بالأمر بالتمتع بالتهديد لا حقيقته من دعائه الى التمتع بالكفر فلا يقال كيف يأمره بالتمتع فيما مضى من عمره مع انقطاعه خلاه الله مع كفره يتمتع به اذا لم يقبل الايمان فيموت كافراً قانتاً من التمتع في الآخرة وذلك خذلان وتخلية له وهواه* { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } وذلك عام في كل كافر وقيل نزلت في عتبة وقيل فى أبى حذيفة المخزومي