التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ
٢٥
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَلَمَّا جَآءَهُم } أي موسى* { بِالْحَقِّ } بالنبوة والصدق* { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ } أي فرعون وهامان وقارون* { اقْتُلُواْ أَبْنَآءَ } جمع ابن* { الَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } هذا قتل آخر بعد بعث موسى وظهوره وقتل الأطفال من بني اسرائيل الذين معه وشبانهم وأهل القوة منهم ليردوهم عن دينهم أو لمجرد عقوبة ولكن هذا القتل الاخير الذي أمروا به لم يقع منه شيء والقتل الاول قتل الاطفال قبل ولادة موسى لما أخبرته الكهنة بمولود يزيل ملكه وقيل انه قتل الأطفال أولاً وخرق بطوناً قبل الولادة وبعدها ولما سمع بولادته جعل يقتل الأطفال أيضاً ثم أمسك ولما بعث عاد قتلاً ووقع لكن قتل الأطفال وغيرهم كما مر فالمراد بالأبناء ما يشمل البلغ كما تقول لأهل الظهور من قبيلة أو مدينة هؤلاء أبناء القبيلة أو المدينة* { وَاسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ } للاسترقاق والخدمة والسين والتاء للابقاء أي (أبقوهن أحياء) وعلى الاصل أي طلبوا حياتهن أي تسببوا فى حياتهن بترك قتلهن* { وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ } فرعون وقومه والعبرة بعموم اللفظ فيعم كل كافر ويحتمل ارادة العموم قصد أو المراد كفر الشرك أو هو كفر النفاق باعتبار الحقيقة جمع بين معنيين فى لفظ واحد أو تقول بالجمع بينهما وعلى جواز الجمع* { إِلاَّ فِى ضَلاَلٍ } يذهب كيدهم باطلا ضائعاً ويحيق بهم ما أراد الله والمراد ان كيدهم راجع عليهم بهلاكهم ويناسب التفسير بالبطلان والضياع القول أن القتل الثاني لم يقع ولم يتحقق بل ضاع كيده الأول وهو القتل الاول حيث لم يوفق لقتل موسى ولم يغن عنهم ونفذ الله مراده من ظهور موسى ولما أراد القتل لم ينفع بل ازداد أهل الايمان ايماناً.