التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٤
-غافر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اللهُ الّّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً } أي مستقراً أي موضع ثبوت وتمكن تستقرون عليها وقيل منزلاً في حال الحياة وحال الممات وبعده* { وَالسَّمَآءَ بِنَآءً } سقفاً كالقبة فانها في منظر العين مضروباً على الارض كالقبة قلت بل كونها كالقبة واقع تحقيقاً ذكر بعض أن السموات كقشور البصل.
{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } بضم الصاد وقرئ بكسرها جمع صورة وأحسنها خلق القامة منتصبة ظاهرة لا خافية متناسب الاعضاء والتخطيطات قابلة للصنائع والكمالات لا منكبين كالبهائم ولم يخلق خلقاً أحسن صورة من الانسان وهو يتناول بيده.
{ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } اللذائذ وقيل جمع ما خلق من المآكل والمشارب من غير رزق الدواب المختصة به وجعل الأرض قراراً والسماء بناء والتصوير واحسانه والرزق من الطيبات استدلال ثان بأفعال أخرى مختصة به* { ذَلِكُمُ } المختص المتميز بهذه الافعال الأخرى*
{ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } تعالى عن الجحود مع هذه الآيات وكل ما سواه مفتقر اليه معرض للزوال مربوب له