التفاسير

< >
عرض

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢٢
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ } أي من يشهد أو مخافة أن يشهد أو لئلا يشهد وفيه حذف لا النافية واللام معاً والاستتار الاختفاء وقيل المراد ما كنتم تظنون أن يشهد.
{ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلآَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } قال مجاهد: أي كنتم تستخفون عنها عند فعل القبائح والمعاصي لانكم لا تعلمون انها تشهد عليكم بل تنكرون شهادتنا من حيث تكذيبكم بالبعث والجزاء وان ما تستخفون عن الناس بالحيطان ونحوها وتظنون ان الله لا يعلم ما أخفيتم.
كما قال* { وَلَكِن ظَنَنتُمْ } وقرئ (أعمتهم)* { أَنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً } هو ما أخفيتم من أفعالكم وما في قلوبكم* { مِّمَّا تَعْمَلُونَ } فاجترأتم على المعاصي وقال ابن عباس: كان الكفار يقولون ان الله لا يعلم ما في أنفسنا ولكنه يعلم ما يظهر.
قال ابن مسعود: اني لمستتر بأستار الكعبة اذ دخل ثلاثة نفر كثير شحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، قرشي وختناه ثقفيان، أو ثقفي وختناه قرشيان، فتكلموا بكلام لم أفهمه، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع كلامنا هذا، فقال الآخر: انا اذا رفعنا أصواتنا سمعه، واذا لم نرفع أصواتنا لم يسمعه، فقال الآخر: ان سمع منه شيئاً سمعه كله، فقال عبد الله: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } الى قوله
{ { مِنَ الْخَاسِرِين
} وقوله: (ثقفيان وقرشي) شك منه وعن بعض أن الثقفي عبد ياليل والقرشيين ختناه ربيعة وصفوان بن أمية وقولهم يسمع ما أجهرنا لا ما أخفينا الحاد الى أنه يسمع بأذن وهيهات ما سمعه الا علمه وقال السدي معنى { كُنْتُمْ تَسْتَتِرُون } الخ أنه كان يمكن لكم الاستتار عنها وموقعه انكم لو استترتم عن الناس فالاعضاء شاهدة حاضرة