التفاسير

< >
عرض

نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ
٣٢
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ نُزُلاً } النزل رزق النزيل وهو الضيف أي رزق مهيأ وهو حال مما تدعون أو خبر لكان محذوفة على القلة ومفعول لجعل محذوفاً وفائدة الاعلام بأن ما يدعون وجميع تلك الكرامات بالنسبة الى ما يعطون مما لا يخطر ببالهم كالنزل للضيف والكريم اذا أعطي هذا النزل فما ظنك بما بعده من الكرامات والالطاف وأشار بقوله.
{ مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } الى أن ذلك كله وما بعده يعطيه لهم مع انهم مذنبون يغفر لهم ويرحمهم بذلك بعد الرحمة العامة لهم ولغيرهم في الدنيا وها هنا انتهى كلام الملائكة.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم:
"اذا فنيت أيام الدنيا عن هذا العبد المؤمن بعث الله الى نفسه من يتوفاها فيقول صاحباه اللذان يحفظان عليه عمله ان هذا قد كان أخاً لنا وصاحباً وقد حان اليوم فراق فأذنوا لنا أو قال دعونا نثن على أخينا فيقال أثنينا عليه فيقولان جزاك الله خيرا ورضي عنك وغفر لك وأدخلك الجنة فنعم الأخ كنت والصاحب ما كان أيسر مآنتك وأحسن مؤونتك على نفسك ما كانت خطاياك تمنعنا أن نصعد الى ربنا فنسبح بحمده ونقدس ونسجد له ويقول الذي يتوفاه أخرج أيها الروح الطيب الى خير يوم مر عليك فنعم ما قدمت لنفسك أخرج الى الروح والريحان وجنة النعيم ورب عليك غير غضبان واذا فنيت أيام الدنيا على العبد الكافر بعث الله الى نفسه من يتوفاها فيقول صاحباه اللذان يحفظان عليه عمله ان قد كان لنا صاحبا وقد حان منه فراق فأذنوا لنا ودعونا نثن على صاحبنا فيقال اثنيا عليه فيقولان لعنة الله عليه وغضبه عليه لا غفر الله له وأدخله النار فبئس الصاحب ما كان أشد مؤونته وما كان معيناً على نفسه ان كانت خطاياه وذنوبه لتمنعنا أن نصعد الى ربنا فنسبح له ونقدس له ونسجد له ويقول الذي يتوفينه أخرج أيها الروح الخبيث الى شر يوم مر عليك فبئس ما قدمت لنفسك أخرج الى الحميم وتصلية الجحيم وربي عليك غضبان" وفي الحديث تذكير الروح واطلاق الثناء على الذم قال الرازي ان جوهر النفس من جنس الملائكة يتصل الهامهم بالروح ويتأثر والتعلقات الجسدية والتدبيرات البدنية هى الحائل بينها وبين الملائكة فاذا زال العلائق زال الغطاء وظهروا لها والموالاة بينهم وبينها في الدنيا وتبقى الى الآخرة.