التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤٠
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ } بضم الياء وكسر الحاء من ألحد وقرأ حمزة بفتحهما من ألحد أي يميلون عن الحق ألحد الحافر وألحد مال وحفر في جنب استعير للانحراف في تأويل القرآن عن جهة الصحة وعن موضعه قاله ابن عباس ومنه اللحد في القبر* { فِي آيَاتِنَا } بالتكذيب والعناد والمشاقة وقال مجاهد بالمكاء والتصدية واللغو وربما في ارادة جميع ذلك* { لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } فانا نجازيهم على الحادهم ففى الآية تهديد ووعيد وقد قيل نزلت في أبي جهل.
{ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ } هو أبو جهل وفي التعبير بالالقاء ما ليس في التغيير بالدخول لانه مشعر بأنه يطرح فيها طرحاً.
{ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيَ آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } من النار وهو حمزة وقيل عمار ابن ياسر قال قومنا وقيل عثمان والدلائل تدل على خلافه وفي مقابلة الالقاء في النار باتيان (آمنا) لا يخفي من التفاوت { اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } أمر تهديد.
{ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } وعيد بالمجازاة وتهديد آخر أي عليم بأعمالكم يجازيكم عليها قيل المراد بهم وبمن يلقى في النار الملحدون.