التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
٤١
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذِّكْرِ } أي القرآن وهم قريش* { لَمَّا جَآءَهُمْ } ان وما بعدها بدل من { { ان الذين يلحدون في آياتنا } فالخبر (لا يخفون) وقيل استئناف والخبر ما يقال لك الا ما قد قيل والرابط محذوف أي ما يقال لك في شأنهم وقيل الخبر لما جاءهم جوابها محذوفاً مع الرابط أي لما جاءهم كفروا به ورد بأنه لم يفد هذا الخبر زيادة على اسم (ان) وما معه وأجيب بأنه أفاد تقييد الكفر بحيز المجيء وقيل لا يأتيه الباطل والرابط محذوف أي منهم قال ابن هشام بعد ذكر تلك الأقوال وهو أي الأخير بعيد لان الظاهر ان لا يأتيه من جملة خبر انه وقيل الخبر محذوف تقدير يجازون بكفرهم وهالكون أو معاندون أو نحوها وقال أبو عمرو بن عبيد الخبر { { أولئك ينادون } واعترض قوله: { { ما يقال لك } ثم رجع الى الذكر { { ولو جعلناه } والأول الاختيار وقيل: الخبر (إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) وهو ضعيف لا وجه له الا ان قدر بعد (عزيز) (آمن به غيرهم) وجعلت الواو زائدة ولا يخفي بعده وقيل: الخبر (لما جاءهم هلكوا أو ضلوا) وزعم بعضهم ان الخبر يقدر بعد (حميد) وانه هو أشد اظهارا لمذمة الكفار به لان قوله { وإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } داخل في صفة الذكر المكذب فلم يتم ذكر المخبر عنه الا بعد استيفاء وصفه وهكذا الى (حميد).
{ وإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } منبع حماه الله من الطعن فيه بصحة معانيه وألفاظه صحة لا يصحها كلامهم وقال ابن عباس كريم على الله وقيل: ينبغي أن يعز ويجل ولا يلغى فيه لان الخلق عجزوا عن معارضته وقيل منعه الله من الباطل أو التحريف.