التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ
٤٩
-فصلت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لاَّ يَسْأََمُ } لا يمل* { الإِنسَانُ } الكافر (وال) لجنس الانسان الكافر وقيل نزلت في كفار قريش وقيل نزلت في الوليد ابن المغيرة وقيل في عتبة ابن ربيعة* { مِن دُعَآءِ الْخَيْرِ } المال والصحة والولد وغيرهما والدعاء السؤال والطلب.
وقرأ ابن مسعود: من الدعاء بالخير وكذا في مصحفه قال ابن هشام اضافة دعاء للخير اضافة مصدر لمفعوله والفاعل محذوف أى دعاء الخير { وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ } من نحو ضيق في مال { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } أي هو يئوس قنوط مثل به ابن هشام بقوله:
{ { من عمل صالحاً } الى آخر لحذف المبتدأ في كثير جواب الشرط واليأس كثير انقطاع الرجاء وعظيم انقطاعه والقنوط بمعناه توكيد له والذي كثر وعظم ظهور أثر اليأس منه فيتصاغر وينكسر وذلك وصف عظيم للكافر باليأس ما فضل الله بالغ فيه بالاتيان بالوصفين صفتي مبالغة وتكرير الوصف ومن (القنوط) من ظهور أثر اليأس جاء زيادة على اليأس وذلك دليل على ان المراد بالانسان الكافر انه { { لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون } وزعم بعضهم ان الانسان مطلق وضمير مسه للكافر وفيه شبه الاستخدام والتحقيق ان المراد الكافر بدليل اليأس والقنوط وقوله هذا الخ* ولذلك فسرنا (الخير) بنحو المال والصحة والولد والمسلم لا يطلب هذا وحده ولا يطلبه بالذات بل يطلبه ليوصله للجنة ويطلب معه الهداية في العون.