التفاسير

< >
عرض

يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
١٨
-الشورى

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } يقولون متى هي ظنا منهم انها غير آتية واستهزاء.
{ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ } خائفون* { مِنْهَا } لايمانهم وانما خافوا منها لخوفهم من عذاب الله اذ لا يدرون بمصيرهم* { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ } لا الباطل فالحصر بالنسبة للباطل وهو ما لم يثبت فى القبول الشرعي وعلى

لاه بدنياه والأيام تنعاه والقبر غايتهُ واللحد مأواه
يلهو فهو كان يدرى ما أعدد له اذاً لأحزنه ما كان ألهاه

وبينما سليمان بن عبد الملك فى المسجد الحرام اذ أوتي بحجر منقوش فطلب من يقرأه فأتى بوهب بن منبه فاذا فيه: ابن آدم انك لو رأيت قرب ما يفنى من أجلك لزهدت فى طول أملك ولرغبت فى الزيادة من عملك ولقصرت من حصرك وحبلك وانما يلقاك عدا ندمك وقد زلت قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وفارقك الولد والقريب ورفضك الوالد والنسيب فلا أنت الى دنياك عائد ولا فى حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة فبكى سليمان بكاءا شديدا.
{ أَلآَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ } يجادلون فيها بانكارهم أو شكهم من المرية وهي الجدال أو الشك أو من (مرية) الناقة مسحت ضروعها بشدة الحلب لان كلا من المتجادلين يستخرج ما عند صاحبه بكلام فيه شدة قاله القاضي* { لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق ان البعث أشبه بالغائبات الى المحسوسات فانك كل ليلة تموت وتبعث فمن لم يهتد لتجويزه فهو عما وراءه أبعد.