التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
٣١
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَالُواْ لَوْلاَ } حرف تحضيض*
{ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ } احدى* { الْقَرْيَتَيْنِ } نعت لرجل على حذف مضاف أي من أهل القريتين أو من رجلي القريتين وعلى تسمية الحال باسم المحل فالمراد بالقريتين الناس الساكنيها أو القرية حقيقة في المحل وفي أهله وذلك خلاف* { عَظِيمٍ } نعت آخر من تقديم النعت الظرفي على المجرد ان لم يحل من القريتين حالا من ضمير عظيم والقريتان مكة والطائف وعظيم مكة الوليد بن المغيرة المخزومي وعظيم الطائف حبيب بن عمرو الثقفي قاله ابن عباس وغيره وبعض يقول حبيب بن عمرو بن عمير وقيل عظيم مكة الوليد بن المغيرة وعظيم الطائف عروة بن مسعود الثقفي ويكنى ابا مسعود وقيل عظيم مكة عتبة بن ربيعة وعظيم الطائف أبو عمير بن عبد ياليل الثقفي وممن قال عظيم مكة عتبة بن ربيعة وعظيم الطائف كنانة أو عمير مجاهد وممن قال عظيم مكة الوليد وعظيم الطائف عروة قتادة.
وقد بان لك أن المراد من احدى القريتين ومرادهم ان منصب النبوة منصب عظيم شريف لا يليق الا بشريف عظيم المال والجاه من إحداهما فاذا لم يكن محمد كذلك فليس بنبي لعنهم الله لم يعلموا ان النبوة رتبة يتأهل لها بسابق علم الله من تحل بالفضائل القدسية لا من تحلٍ بعرض الدنيا لما كرر الله عليهم الحجج بأن الرسل لا يكونون الا رجالاً من أهل القرى لانكارهم أنكروا من وجه آخر هو تحكمهم أن يكون أحد هذين الرجلين وعن بعض أن المراد عظيم السن والا فرسول الله أعظم من هؤلاء اذ كان المسمى عندهم الأمين وقوله*
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ }