التفاسير

< >
عرض

وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٤٨
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } من قرينتها التي تقدمتها.
قاله الحسن والكلبي قالا اليد أكبر من العصا وهن تسع السنون والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وانشقاق الحجر بالماء وغير التسع كانفلاق البحر وقيل لم يرد ان كل واحدة أكبر من أختها على الحقيقة بل المراد وصف الجميع بالكبر وبلوغ أقصى درجات الاعجاز لا يكدن يتفاوتن كالعادة في الاشياء المتلاقية في الفضل المتقاربة فضلاً عن أن تختلف الآراء فيها فيفضل بعضهم هذا وبعضهم ذلك بل الواحد تارة يفضل ذا وتارة ذاك ويتحصل من ذلك أن الكل أكبر مما سوى ذلك كله كقولك هذا أفضل رجل رأيته أي أفضل من في الذين رأيتهم اذا فرزتهم رجلاً رجلاً وجاء على ذلك قوله من أبيات حماسة:

من تلق منهم تقل لقيت سيدهم مثل النجوم التى يسري بها الساري

وقد سئلت فاطمة بنت الخرشب أي أولادها أفضل وهم الخمسة فرامت أن تفضل فأبصرت مراتبهم متقاربة فقالت ثكلتهم ان كنت أعلم أيهم أفضل هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها أو المراد ان كلا من الآيات أكبر من الأخرى باعتبار نوع من الاعجاز ليس في باقيهن وعلى كل تفسير لم يرد كل واحدة مفضولة من جهة واحدة فلا تناقض*
{ وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ } كالسنين والطوفان { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن كفرهم أي أخذناهم ارادة لرجوعهم وارادته فعل غيره هى أن يأمره بايجاده فيختار ذلك المكلف ولو أراد بالجبر لكان ما أراد قطعاً