التفاسير

< >
عرض

يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٧١
-الزخرف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ } جمع صحفة وهى القصعة الواسعة* { مِّن ذَهَبٍ } يغدى عليهم بها في كل واحدة لون ليس في غيرها يأكل من آخرها كما يأكل من أولها ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها ولا يشبه بعضها بعضاً ويراح عليه بمثلها ويطوف على أرفعهم درجة كل يوم سبعمائة ألف غلام مع كل غلام صحفة من ذهب فيها ما ذكر*
{ وَأَكْوَابٍ } جمع كوب الكوز مستدير الا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء وقيل الكوب الكوز المدور القصير العنق والعروة والابريق هو المستطيل الطويل العنق والعروة* { وَفِيهَا } أي في الجنة { مَا تَشْتَهِيهِ } وقرئ (تشتهي) وعليه غير نافع وابن عامر وحفص* { الأَنفُسُ } أي ما يخطر فيها حتى انه ليشتهي طعاماً وفي فيه غيره فينقلب الى ما أراد*
{ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ } بمشاهدته وذلك حصر لأنواع النعيم لانها اما مشتهاة في النفوس واما مستلذة في العيون.
قال رجل: يا رسول الله هل في الجنة خيل فاني أحبها قال ان يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرساً من ياقوتة حمراء فتطير بك في أي الجنة أي في أي مواضع الجنة شئت الا فعلت وقال آخر: هل في الجنة ابل فانى أحبها فقال: ان يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذة عينك ولم يقل له مثل ما قال للأول).
قال كعب: (يأتي الملك من الله الى ولي الله فيستأذن فيقول ائذنوا له فينتهى اليه وبين أصبعية سبعون حلة خير من الدنيا وما فيها فيقول لقد أعطاني ربي ما اشتهت نفسي ولذت عيني ما رأيت في الجنة مثل هذا فيقول له الملك لك مثل هذا اذا شئت فيقول الملك للشجر حوله أنا رسول ربي اليكن لتطيعن لفلان مثل هذا اذا شاء فما مده يده الى مثلها الا أخذها.
ويوافقه ما قيل عن أبي هريرة: دار المؤمن درة محفوفة في وسطها شجرة تنبت الحلل ويمسك بين أصبعين من أصابعه سبعين حلة منظومة باللؤلؤ والمرجان* { وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } خبر (ان) لأنتم والخبر خالدون وفيها متعلق به والخلود تمام النعمة فان النعيم الزائل موجب لكلفة الحفظ وخوف الزوال معقب للتحسر في ثاني الحال فليس نعيم الدنيا كذلك لدوامه