التفاسير

< >
عرض

فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
٤
-الدخان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فِيهَا } أي في الليلة المباركة يتعلق بيفرق { يُفْرَقُ } يبين ويوضح*
{ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي محكم وهو فعيل بمعنى مفعول من الرباعي أي متيقن لا يستطاع أن يطعن فيه وهو رزق وأجل ونصر وهزيمة وخصب وقحط وغير ذلك من أمور السنة في السموات والأرض وذلك الى الآن الا الوحي فقد انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم يبين ذلك للملائكة فيجدونه موافقاً فيزدادون ايماناً { حَكِيمٍ } بمعنى ذي حكمة أي مفعول على ما تقتضيه الحكمة فجائز عقلى من اسناد ما للفاعل للمفعول جعل الزمخشرى
{ { إِنَّا كُنَّا مُنذِرينَ } راجعاً لقوله { { إِنا أنزلناه } كما مر وجعل فيها { يفرق كل أمر حكيم } { { في ليلة مباركة } أي أنزلناه في هذه الليلة لانه أمر جليل وهذه الليلة يفرق فيها كل أمر حكيم وهذه الليلة المباركة هى ليلة النصف من شعبان يفرق فيها كل أمر حكيم جميعاً عند عكرمة وابتداء عند أبي الضحى والكرمانى والزمخشرى وينتهي ليلة القدر ولذلك قيل فضل رجب في العشر الأوائل منه لا جل فضل أول ليلة منه وفضل شعبان في العشر الاوسط لا جل ليلة النصف وفضل رمضان في العشر الأخر منه لا جل ليلة القدر وشهر شعبان شهر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لان الله وملائكته يصلون الخ نزلت فيه قيل: فالصلاة عليه فيه أفضل منها في غيره واعترض بأنه يلزم ان كل عبادة نزلت في شهر يكون وقوعها فيه أفضل من ايقاعها في غيره وقيل معنى { يُفْرَقُ كُل أَمرٍ حَكِيمٍ } يعطي كل عامل بركات أعماله فيلقي على ألسنة الخلق مدحه وعلى قلوبهم هيبته وقيل قرئ (يفرق) بالتشديد و (يفرق) بالفتح في الياء وكلاهما مبني للفاعل وهو الله وينصب (كل) وقرأ زيد بن عليّ (نفرق) بالنون