التفاسير

< >
عرض

فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ
٥٩
-الدخان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَارْتَقِبْ } أى انتظر هلاكهم وذلك قبل فرض الجهاد لكن لا نسخ فان ارتقاب ما يحل بهم ممكن مع الجهاد*
{ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ } هلاكك وما يحل بك تعليل جملى استئنافي أو مجرد استئناف وقيل انتظر النصر من ربك فانهم ينتظرون قهرك وقيل أنظر العذاب فانهم ينتظرون موتك وذلك وعد له صلى الله عليه وسلم ووعيد لهم ووجه مناسبة هذه السورة لما قبلها أنه أمر نبيه آخر الزخرف بالصفح في قوله
{ { فاصفح عنهم وقل سلام } وخوفهم بقوله { { فسوف يعلمون } فاتبع ذلك بأوائل الدخان بتهديد (وانذر) بقوله { { فارتقب يوم تأتى السماء بدخانٍ مبين } الخ كذا قيل وقال بعضهم ان الحواميم ترتبت لاشتراكها في الافتتاح (بحم) وبذكر الكتاب فيما عدا (شورى) وصفته فيها وهي ايحاء الله اياه حيث قال فيها { { كذلك يوحى اليك } مع تقارب المقادير في الطول والقصر وتشاكل الكلام في النظام وبأنها مكيات وفي حديث انها نزلت جملة بمكة وفيها شبه من ترتيب ذوات الراءات الست يونس وهود ويوسف والرعد وابراهيم والحجر.
وعن ابن عباس وجابر رضي الله عنهم ان الحواميم السبعة نزلت عقب الزمر متواليات كترتيبها في المصحف ولم يتخللها نزول غيرها.
اللهم بحق السورة ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم أخز النصارى واكسر شوكتهم وغلب الموحدين والمسلمين عليهم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.