التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
١٦
-الأحقاف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } (عن) على بابها وقال ابن هشام بمعنى (من) بدليل التقبل من أحدهم الخ { أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } هو الطاعة فانها أحسن من المباح والمباح حسن ولا يثاب عليه فافعل على بابه وانظر ما مر في مثله أو بمعنى حسن والمباح ولو كان حسناً لا يرد في المقام ولا يوصف فيه بالحسن ولا بالقبح*
{ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ } لا يؤاخذهم بها لتوبتهم وقرأ حمزة والكسائي وحفص (نتقبل ونتجاوز) بالنون ونصب (أحسن) وقرئ يتقبل بتجاوز بالمثناة تحت والبناء للفاعل ونصب { أَحْسَنَ } والجمع في ذلك دليل على أن المراد بالانسان الجنس*
{ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ } أي معهم حال من الهاء في { عَنْهُمْ } أو من الهاء في { سَيِّئَاتِهِمْ } وعليه فانما جاء الحال من المضاف اليه لان السيئات بمنزلة الجزء من عاملها أو في الظرفية فيه أي كائنين في أصحاب الجنة معدودين فيهم كقولك (أكرمني الأمير في ناس من أصحابه) أي في جملة من أكرم ونظمني في عددهم* { وَعْدَ الصِّدْقِ } مصدر موكل لنفسه فان يتقبل ويتجاوز وعد الصدق كقولك له عليَّ ألف اعترافاً*
{ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } في الدنيا وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار