التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
-محمد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } في غير حدود وهي الماء والعسل واللبن والخمر وما شاءوا وهم في الدنيا معتنون بالله ولهم رزقهم كما ترزق الكفار وأقل وأكثر*
{ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ } يتلذذون بشهوات الدنيا*
{ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ } غافلين عن العاقبة لا همة لهم الا بطونهم وفروجهم كما تأكل الانعام وهمتها ذلك غافلة عن العاقبة وعما اريد بها من النحر والذبح والخدمة الشديدة والموت.
وفي الحديث:
"لو تعلم ما علمتم من الموت لما أكلتم منها سميناً والدنيا بأجمعها سجن المؤمن" بالنسبة لما له في الآخرة وجنة الكافر بالنسبة لما له من العذاب في الآخرة وهو كالبهيمة في عدم التمييز حتى عبد ما لا ينفع ولا يضر ويجوز أن يراد { كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ } غافلة عن الآخرة ولا ضير لها* { وَالنَّارُ مَثْوىً } منزل ومقام ومصير* { لَّهُمْ } وفي الحديث "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء" فقيل المراد زهد المؤمن في الدنيا وحرص المشرك وقيل المؤمن يأكل الحلال والكافر يأكل الحلال والحرام والحلال قليل وقيل حض المؤمن على قلة الاكل اذا علم ان كثرته صفة المشرك فينفر عنها وقيل مؤمن ومشرك مخصوصان في الحديث وقيل المبالغة في كثرة الاكل لا حقيقة السبعة وقيل المؤمن التام يمنعه تفكيره وخوفه من استيفاء الاكل بخلاف المشرك وقيل يسمي فلا يأكل معه الشيطان والمشرك لا يسمي فيأكل معه فلا يكفيه القليل وقيل الحديث على ظاهره وقد يكون (معي) من أمعاء المشرك كمعي المؤمن وأصغر وأكبر (والمؤمن لا يأكل الا في معي واحد) من أمعائه السبعة فان لكل انسان سبعة أمعاء المعدة وبعدها ثلاثة متصلة بها رقاق البواب فالصائم فالرقيق وبعدهن ثلاثة غلاظ الاعور فالقولون فالمستقيم وقيل السبعة الحرص والشره وطول الامل والطمع والحسد وحب السمن ولعل السابعة سوء النية والواحد للمؤمن من سد الخلة وقيل المشرك يتبسط في الملبس والمطعم والمشرب والمنكح والمركب واقتناء الأموال والمؤمن يقتصر منها على قدر الحاجة وقيل يأكل قدر الشبع الشرعي وهو ثلث البطن وثلث للشرب وثلث للنفس ان لم يقدر على أقل وطعام الواحد يكفي اثنين فالثلث طعام الواحد اذا قسم بينهما كفي كل واحد السدس فالمؤمن يكفيه سدس بطنه وقيل للمؤمن معيّ وهو أكل الطبع وللكافر سبعة طبع وستة حرص ومن شأن المؤمن الكفاف بخلاف الكافر ولا تدخل الحكمة معدة ملئت طعاماً ومن قل طعامه قل شربه وخف نومه فتظهر بركة عمره وصلح بدنه ونفسه وقلبه ولا يقسو ولا يبطر والعكس لمن كثر طعامه
وفي الحديث
"أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غداً" .
وفي رواية "المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء"
والكافر كفر نفاق كالمشرك في غالب ذلك