التفاسير

< >
عرض

فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
١٩
-محمد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَاعْلَمْ } أي دم على العلم أو زد علماً ومثله المؤمنون*
{ أَنَّهُ لآَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ } وقيل الخطاب في المعنى لمن لم يؤمن أو شك ولا ملك لأحد عند قيام الساعة وفي الحديث
"ما قال عبد لا اله الا الله مخلصاً الا فتحت له أبواب الجنة الى العرش ما اجتنب الكبائر."
{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } ليس كذنبنا بل شيء كان الأولى له الترقي وعن بعض أن اللام للتعليل وانه قيل له ذلك مع انه لا ذنب له ليستن به أمته وقيل استغفار تواضع وقال اني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة وقيل استغفر من هم الطبع قال انه ليغان على قلبي وأنا أستغفر الله في كل يوم سبعين مرة.
وقال مكي الخطاب في المعنى للمؤمنين.
وفي رواية
"انه ليغان على قلبي حتى استغفر الله في اليوم مائة مرة" وقال "توبوا الى ربكم فوالله انى لأتوب الى ربي عز وجل مائة مرة في اليوم" .
وفي رواية "أكثر من سبعين مرة" و (الغين) التغطية أو من الغين الذي هو السحاب الرقيق الذي يغشي السماء وقيل ذنبه حزنه على ما يصير لأمته وقيل هو اشتغاله بأمور المسلمين وان كان أعظم طاعة وأوجب واجب لكن التفرد لله أرفع في نفسه وحسنات الابرار سيئات المقربين وقيل (الغين) السكينة واستغفاره لها اظهار العبودية والافتقار وقيل الفترة عن الذكر ومن شأنه أن لا يفتر فيستغفر منها.
وقيل خوف الانبياء والملائكة خوف اجلال وان أمنوا من عذابه وقيل (الغين) حالة حسنة واستغفاره شكر كما قال
"أفلا أكون عبداً شكوراً" وقيل بتقدير مضافين أي لذنب أهل بيتك*
{ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } أهل بيتك وغيرهم وان قلنا المراد بقوله لذنبك لذنب أهل بيتك فالمراد هنا غيرهم وأمر الله اياه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات اكرام لأمته وهو الشفيع المجاب.
وقيل المراد كل مؤمن ومؤمنة واذا قلنا الخطاب لامته في المعنى ففي الآية ايجاب الاستغفار والترحم لجملة المؤمنين والمؤمنات عليها.
قال صلى الله عليه وسلم
"من لم يكن عنده ما يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات" وانما حذف المضاف فأعاد اللام اشعار بشدة احتياجهم وكثرة ذنوبهم حتى كأنهم ذنوب ولان ذنبهم غير جنس ذنبه اذا قلنا المراد بقوله لذنبك ذنب نفسه*
{ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } متقلب مصدر ميمي من تقلب والمثوى مصدر ميمي من ثوى أي يعلم تقلبكم في الدنيا فانها مراحل لا بد من قطعها والتقلب التصرف ويعلم صيرورتكم الى الآخرة والثواء الصيرورة والنزول والآخرة يصار اليها وهى دار الاقامة أو هما اسما مكان أو اسما زمان والاقامة في الجنة أو النار وذلك قول ابن عباس والضحاك.
وروي عنه ان المثوى اقامتكم في قبوركم وآخرتكم.
وقال الطبري وغيره (ومتقلبكم) تقلبكم في أشغالكم بالنهار { وَمَثْوَاكُمُ } بالليل الى مضاجعكم وقيل { مُتَقَلَّبَكُمْ } من الاصلاب الى الارحام { وَمَثْوَاكُمُ } في الدنيا وقبوركم والمراد الكناية عن علم الله حالكم ولو دق فحقيق أن يتقي ويطلب منه الغفران.
سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال ألم تسمع فاعلم { أَنَّهُ لآَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِر لِذَنبِكَ } فأمر بالعمل بعد العلم
{ { اعلموا انما الحياة الدنيا لعب } الى { { سابقوا الى مغفرة من ربكم } } { { واعلموا انما أموالكم } الى { { فاحذروهم } } { { واعلموا ان ما غنمتم } الخ