التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ
٢٥
-محمد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِهِم } رجعوا القهقرى كفاراً.
قال قتادة: (نزلت في قوم من اليهود وعن بعض عنه انهم كفار أهل الكتاب كفروا به صلى الله عليه وسلم من بعد ما عرفوه بنعته في كتابهم).
وقال ابن عباس والضحاك والسدي هم المنافقون آمنوا ثم أشركوا وعن بعض عن ابن عباس أسلموا ثم نافقت قلوبهم والآية تعم كل من في ضمن لفظها*
{ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى } بالنبي والقرآن والمعجزات { الشَّيْطَانُ } بحذف ألف الهدى للساكنين واتصال الدال بالشين وذلك لفظاً لا خطاً { سَوَّلَ لَهُمْ } زين القبيح حتى رأوه حسناً أو سهل لهم ركوب العظام واسترخاهم ودلاهم اليها وقيل سولهم رجاءهم قال الزمخشري: واشتقه من السؤال من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعاً ووجهه أن السول مهموز قلبت همزته لضم ما قبلها وليس التسويل كذلك وأجيب بقولهم هما يتساولان وقرئ (سول لهم) بالاسم على حذف مضاف أي (ذو سول لهم) أو كيد الشيطان { سَوَّلَ لَهُم }*
{ وَأَمْلَى لَهُمْ } مد في عمرهم واسناد الاملاء للشيطان لانه مقدر على لسانه ووسوسته يزين لهم القبيح ويقول في آجالهم فسحة فتمتعوا بدنياكم وتموتون الى غير عذاب والذي مد لهم في عمرهم حقيقة هو الله كذا قيل قلت ليس المراد ان عمرهم أطيلت بل الشيطان يمنيهم بطولها وقرئ (أملى لهم) بالبناء للمفعول والفاعل الشيطان ويكون اسناد الاملاء حقيقة على القراءتين ويجوز عود الضمير الفاعل لله بمعنى لم يعاجلهم بالعقوبة ويدل له قراءة يعقوب { وَأَمْلَى لَهُم } بهمزة المتكلم و واو الحال أو الاستئناف وانما تكون حالية على تقدير المبتدأ أي (وأنا أملى لهم) والنائب على قراءة البناء للمفعول وهي قراءة أبي عمرو وهو لهم ولا يجوز أن يكون ضمير الشأن لانه لا بد من تفسيره بجملة