التفاسير

< >
عرض

هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
٢٥
-الفتح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } عن أن تطوفوا به وتعتمروا { وَالْهَدْيَ } عطف على الكاف وهو ما يهدى الى مكة أو الكعبة وقرئ بكسر الدال وتشديد الياء (هدِيّ) وهو فعيل بمعنى مفعول والأول مصدر بمعنى مفعول وقرئ بالجر عطفا على المسجد أي وعن نحر الهدي وقرئ بالرفع على أنه نائب لمحذوف أي وصد الهدي* { مَعْكُوفاً } مجلوسا حال* { أَن يَبْلُغَ } أي محبوسا على أن يبلغ هو بدل اشتمال من الهدي أو مقدر بعن متعلق بالصد وهذا أولى من تقدير لام التعليل ولا النافية* { مَحِلَّهُ } اي مكانه الذي يحل فيه نحره وينحر فيه عادة وهو منى وكان هديه صلى الله عليه وسلم اذ ذاك مائة بدنة وقيل سبعين ونحره في الحرم وكانت خيمته في الحل ومصلاه في الحرم وبعض الحديبية من الحرم وقد علمت ان المراد (محله) المعهود وهو منى وهو مكان يحل فيه الذبح قال القاضي مكانه الذي لا يجوز ان ينحر في غيره والا لما نحره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث احصر فلا ينتهض حجه لأبي حنيفة واصحابه على أن مذبح هدي المحصر هو الحرم بعلم الجواب من قولي ان بعض الحديبية من الحرم وانه نحر في الحرم وهو فسر (أعني) أبا حنيفة المحل بموضع حلول النحر ووجوبه ادعى بعض ان المحل مكة والبيت* { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } من أصلاب الكفار من سيؤمن في غابر الدهر رواه النقاش والثعلبي عن عليّ عنه صلى الله عليه وسلم والمشهور انهم هم المستضعفون بمكة و { مُّؤْمِنُونَ } نعت لرجال و { مُّؤْمِنَاتٌ } نعت لنساء* { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ } باعيانهم لاختلاطهم بالمشركين والجملة نعت للمؤمنين والمؤمنات وأجاز غير الجمهور كونها خبرا وكون مؤمنون خبرا لأن ذلك كون خاص والجمهور يوجب حذف الخبر بعد لولا مطلقا اي موجودون وبسطت ذلك في النحو* { أَن تَطَأُوهُمْ } بأرجلكم كناية عن إهلاكهم بدل اشتمال من (رجال ونساء) اي كراهة ان تطأوهم او من في { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ } ومن الوطي بمعنى الاهلاك قوله صلى الله عليه وسلم "وان آخر وطأة وطئها الله عز وجل بوج" وهو واد بالطائف كان آخر وقعة النبي صلى الله عليه وسلم به أي لولا ان تقتلوهم لأذن لكم في الفتح* { فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم } اي من جهنم او من وطئهم* { مَّعَرَّةٌ } مفعلة من عره اي عراه ما يكرهه ويشق علي وقيل مأخوذ من العر والعر وهو الحرب الصعبة اللازمة وتلك المعرة الاثم بالتقصير في البحث عنهم وقال الطبري: كفارة قتل الخطا لوجوبها دون الدية على قاتل المؤمن في الحرب خطأ وقيل غرم الدية وقال منذر أن يعيبهم الكفار ويقولوا قتلوا أهل دينهم كما فعلوا بنا من غير تمييز وقيل الكفارة والدية وقيل الملام وتأسف النفس في باقي الزمان قلت أو جميع ذلك* { بِغَيْرِ عِلْمٍ } متعلق بـ (تطأوهم) والاثم مع عدم العمد للتقصير في البحث كما مر وضمائر الغيبة للرجال والنساء تغليبا للرجال* { لِّيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } متعلق بمحذوف اي كان كف الايدي ليدخل في جنته من يشاء من مؤمنيهم ومشركيهم بان يؤمنوا أو يدخل في توفيقه لزيادة الخير للمؤمنين أو المشركين لتحصيل الايمان وقيل المراد (ليدخل من يشاء) من أهل مكة في الاسلام بعد الصلح وقبل دخولها* { لَوْ تَزَيَّلُواْ } تميزوا عن الكفار وقرئ (تزايلوا) وهو قراءة أبي حيوة وقتادة وقيل (تزيلوا) ذهبوا عن مكة وهو من زال بزيل المتعدي الذي بمعنى ماز يميز لكن لزم لأنه مطاوع وقيل من زال يزول والياء لغة فيه وجواب لولا محذوف عند ابي حيان أي (لما كف ايديكم عنهم) وقوله* { لَعَذَّبْنَا } جواب (لو) وقال ابن هشام هو جواب (لولا) وجواب لو محذوف ويجوز كونه جواب (لولا) ولا جواب للولا مع مدخولها كالتكرير للولا ومدخولها لمرجعها لمعنى واحد { الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من أهل مكة بايديكم بان نأذن لكم في القتال ولكن كففنا ايديكم للمصلحة والصلح.*
بيان صلح الحديبية
خرج صلى الله عليه وسلم من المدينة في أكثر من عشر مئة لزيارة البيت والعمرة وقيل في سبعمائة وتسعين بدنة وقلد الهدي من ذي الحليفة وأشعره واحرم منها للعمرة وبعث جاسوسا يخبره عن قريش هو من خزاعة ولما بلغ صلى الله عليه وسلم غدير الاشطاط قريبا من عسفان أتاه عيينة الخزاعي وقال جمع لك قريش جموعا وأحابيش ليقاتلوك ويصدوك فقال أشيروا عليّ أيها الناس هل أميل على ذراريهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا منقوصين أو نجوا فعنق قطعها الله أو نؤم البيت ونقاتل من صدنا فقال أبو بكر انما جئت للبيت فتوجه اليه ومن صدك فقاتله فقال امضوا على اسم الله وان خالد بن الوليد في الغميم في جبل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين والغميم موضع وفيه كراع الغميم والطليعة مقدمة بين يدي الجيش تطلع على الاخبار فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش اي بالغبار الساطع معه سواد فركض لانذار قريش ووصل صلى الله عليه وسلم الثنية التي يهبط عليهم فبركت راحلته فقال الناس حل حل زجرا للناقة وقالوا خلأت القصوى أي توقفت وقهقرت كالحرن للفرس فقال ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل والقصوى ناقته صلى الله عليه وسلم ولم تكن قصوى اي مشقوقة الاذن قال
"والذي نفسي بيده لا تدعوني قريش اليوم الى خطة اي قضية يعظمون فيها حرمات الله اي كحرمات الحرم وفيها صلة الرحم الا أعطيتهم اياها" ثم زجرها فوثبت فنزل باقصى الحديبية على ثمد اي ماء قليل لا مادة له يتريضه الناس تريضا أي يأخذونه قليلا فنزح وشكوا اليه العطش فامر بغرز السهم في البئر على ما مر فرووا وبينما هم إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانت خزاعة عيبته صلى الله عليه وسلم اي موضع سره وثقته من أهل تهامة فقال ناصحا اني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا على اعداد مياه الحديبية معهم العود المطافل؛ (فاعداد) جمع عدد و (مياه) معمول نزلوا والعود جمع (عائد) وهي الناقة وضعت الى ان يقوم ولدها وقيل: كل أنثى لها سبع ليال منذ وضعت والمطافل جمع مطفل وهي الناقة التي معها فصيلها وذلك كناية عن أن معهم النساء والصبيان قال وهم مقاتلوك وصادوك فقال صلى الله عليه وسلم إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وان قريشا قد أضرتهم الحرب فان شاءوا ماددتهم مدة ويخلو بيني وبين الناس فاني أظهر فان شاءوا دخلوا فيما دخل الناس والا فقد جموا بالجيم أي استراحوا بعد التعب وان أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره والسالفة صفحة العنق أو العرب الذي فيه وذلك كناية عن الموت لأنها لا تنفرد الا بالموت فقال بديل سابلغهم ما تقول فجاءهم فقال جئت من عند هذا الرجل وسمعته فان شئتم اعرضت عليكم ما سمعت فقال سفهاؤهم لا حاجة ان تخبرنا عنه بشيء وقال ذو الرأي قل فقال ما سمع فقام عروة بن مسعود فقال اي قوم ألست بالوالد؟ قالوا بلى قال او لستم بالولد؟ قالوا بلى قال فهل تتهموني؟ قالوا لا فقال الستم تعلمون اين استنفرت أهل عكاظ أي دعوتهم للقتال وعكاظ سوق في الجاهلية فلما بلجوا (فتروا) وامتنعوا جئتكم باهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فان هذا الرجل أعرض عليكم خطة رشد فإقبلوها ودعوني قالوا انه فأتاه فكلمه فقال له صلى الله عليه وسلم نحو ما قال لبديل فقال أرأيت ان استأصلت يا محمد قومك فهل سمعت احدا من العرب اجتاح أهله قبلك وان تكن الأخرى فاني والله لأرى وجوها اي شرفاء واشوابا اي اخلاطا من الناس خليقا اي حقيقا ان يفروا عنك فقال له أبو بكر أمصص بظر اللات أنحن نفر عنه والبظر ما يقطع ختانا للمرأة وهذا شتم يدور بينهم واللات الصنم فقال من ذا قيل أبو بكر فقال والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وجعل كلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهوى بيده الى لحية رسول الله فيضرب المغيرة بن شعبة يده بنصل السيف وهو قائم على رأسه صلى الله عليه وسلم المغفر ويقول أخر يدك عن لحية رسول الله فقال من هذا قالوا المغيرة فقال أي غدر بوزن عمر أي يا كثير الغدر وعظيمه وكان صحب قوما في الجاهلية فقتلهم واخذ أموالهم ثم جاء فاسلم وقال عروة فلست أسعى في غدرتك وقال صلى الله عليه وسلم أما الاسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم رجع الى أصحابه فقال اي قوم والله لقد وفدت على الملوك وعلى قيصر وكسرى والنجاشي وما رأيت ملكا يعظمه اصحابه ما يعظم محمدا أصحابه والله ما انتخم الا وقعت في كف واحد يدلك بها وجهه وجلده واذا أمرهم ابتدروا أمره واذا توضأ كادوا يقتلون على وضوئه واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ما يحدون النظر اليه تعظيما له وقد عرض عليكم خطة رشد فأقبلوها فقال رجل من كنانة دعوني آتيه فلما اشرف عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه قال صلى الله عليه وسلم هذا فلان من قوم يعظمون البدن فأبعثوها له فبعثت واستقبله الناس يلبون فقال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء ان يصدوا ولما رجع قال لأصحابه رأيت البدن ثم بعثوا اليه الحليس بن علقمة سيد الاحابيش فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدي يسيل من عرض الوادي اي يقبل كالسيل في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس رجع قبل الوصول إعظاما لما رأى فقال يا معشر قريش اني قد رأيت مالا يحل صد الهدي في قلائده وقد أكل وبره للحبس عن محله قالوا اجلس فانما انت رجل اعرابي لا علم لك فغضب وقال يا معشر قريش والله ما على هذا خالفناكم ولا على هذا عاهدناكم، ولا على هذا عاقدناكم أيصد عن بيت الله من جاء معظما له والله لتخلُّن بين محمد وما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قالوا مه عنا حتى ناخذ لأنفسنا بما نرضى والتقليد أن يجعل في الرقاب شيء كالقلادة من لحاء الشجر أو نعل أو غيره ليعلم انه هدي والاشعار شق جانب السنام فيسيل الدم وقام مكرز ابن حفص وقال دعوني آته فلما أشرف قال صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء سهيل بن عمرو وقال معمر فاخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال صلى الله عليه وسلم قد سهل لكم من أمركم وقال سهيل هات أكتب بيننا وبينكم كتابا فقال لعلّي أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن أكتب باسمك اللهم فقال المسلمون والله لا نكتب الا بسم الله الرحمن الرحيم فقال لعليّ أكتب باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سهيل لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن كنت محمد بن عبدالله فقال صلى الله عليه وسلم اني لرسول الله وان كذبتموني أكتب محمد بن عبدالله وذلك قوله والله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيهم اياها فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس قال صلى الله عليه وسلم وعلى ان يخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تحدث العرب ان أخذنا ضغطة اي قهرا ولكن ذلك من العام المقبل فكتب وقال سهيل وعلى ان لا يأتيك منا رجل وان كان على دينك الا رددته علينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد الى المشركين من جاء مسلما وعن البراء في قصة الصلح قالوا لو نعلم انك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن انت محمد بن عبدالله ثم قال انا رسول الله وانا محمد بن عبدالله أمح يا عليّ رسول الله قال والله لا أمحوك أبدا قال فارينه فمحاه بيده وروي أنه صلى الله عليه وسلم كتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله وليس بصحيح بل كتب علي أو المراد امر بالكتابة قال البراء قاضاهم على أن من أتاه من المشركين رده اليهم ومن اتاهم لم يردوه ان يدخلها من قابل ويقيم ثلاثة أيام ولا يدخلها بالسلاح فقال انس يا رسول الله تكتب ان جاء منهم نرده ومن جاءهم منا لا يردوه قال نعم اذهب الله من جاءهم منا ويجعل الله مخرجا لمن جاء منهم وبينما هم إذ جاء ابو جندل ابن سهيل في قيوده قد انفلت وخرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهار المسلمين فقال سهيل هذا أول من أقاضيك ان ترده اليّ فقال انا لم نفض الكتاب بعد قال فوالله لا أصالحك على شيء أبدا فقال صلى الله عليه وسلم فأجزه لي قال لا أي أجعله جائزا غير ممنوع ان كان بالزاي وأجعله محفوظا ان كان بالراء قال فافد قال لا فجعل يجره فقال ابو جندل يا معشر المسلمين أرد الى قريش وقد جئت مسلما ألا ترون ما لقيت وقد كان عذب في الله عذابا شديدا وقال صلى الله عليه وسلم "يا أبا جندل احتسب فان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً اذ قد عقدنا بيننا وبين القوم عقداً وصلحاً وانا لا نغدر" ووثب عمر يمشي الى جنب أبي جندل ويقول أصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون ودم أحدهم دم كلب ويدني قائم السيف منه رجاء أن يأخذه فيضربه به فضن بأبيه وكان أصحابه خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ذلك دخل الناس امر عظيم حتى كادوا يهلكون وزادهم امر ابي جندل شرا الى ما بهم قال عمر والله ما شككت منذ اسلمت الا يومئذ كذا روي عنه واتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال الست نبي الله حقا قال بلى قال السنا على الحق وهم على الباطل قال بلى وقال اليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى وقال فلم نعط الدنية اي الرداءة في ديننا قال ابو بكر ايها الرجل انه رسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فوالله انه على الحق فقال اليس كان يحدثنا انه سيأتي البيت ويطوف به قال بلى قال فاخبرك انك تأتيه العام قال لا قال فانك تأتيه وتطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا ولما فرغ من الكتاب قال صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا فانجزوا ثم حلقوا فوالله ما قام رجل منهم قال ثلاثا فلم يقم احد فدخل على ام سلمة فذكر لها ذلك فقالت يا نبي الله اخرج ولا تكلم احدا حتى تنحر وتحلق ففعل فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كادوا يقتتلون وبعضهم قصر فقال صلى الله عليه وسلم يرحم الله المحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال يرحم الله المحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين قالوا يا رسول الله لِمَ أظهرت الرحمة للمحلقين دون المقصرين قال لأنهم لم يشكوا قال ابن عمر وذلك إن قوما تربصوا لعلهم يطوفون بالبيت وأهدى هداياه جميعا عام الحديبية لأبي جهل في زينة وحلي ليغيظ المشركين ثم جاءت مؤمنات فنزلت { { يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات } فطلق عمر امرأتيه يومئذ كانتا في الشرك فتزوج احداهما معاوية بن ابي سفيان والاخرى صفوان بن أمية فنهاهم عن رد النساء وامر برد الصداق ورجع صلى الله عليه وسلم الى المدينة فجاءه أبو بصير عتبة بن أسيد قريشي مسلم حبس بمكة فكتب فيه ازهر بن عبدعوف والاخنس بن شريف الثقفي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثا في طلبه رجلا من بني عامر لؤي ومعه مولى لهم فقرأ عليّ صلى الله عليه وسلم الكتاب وقالا العهد الذي جعلت لنا فقال يا أبا بصير لقد أعطينا ما علمت ولا يصلح في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ومن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجا ودفعه الى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفية فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال ابو بصير لاحد الرجلين والله اني لارى سيفك هذا جيدا فاستله الآخر فقال اجل لقد جربته ثم خربت به قال ابو نصير ارني انظر اليه فاخذه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى اتى المدينة ودخل المسجد يعدو فقال صلى الله عليه وسلم لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى اليه قال ويلك مالك قال قتل والله صاحبي واني لمقتول فوالله ما برح حتى طلع ابو بصير متوشح السيف حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله اوفي لله ذمتك ما رددتني اليه فقد أنجاني الله منه فقال ويل أمة مسعر حرب لو كان معه احد وويل امة كلمة تقال للواقع فيما يكره ويتعجب بها ايضا ومسعر حرب موقدها فلما سمع ذلك علم انه يرده منه فخرج حتى اتى سيف البحر اي ساحله وبلغ المسلمين الذين بمكة قوله صلى الله عليه وسلم (ويل أمة) الخ فخرج عصابة منهم اليه فانفلت أبو جندل اليه حتى اجتمعوا قريبا من سبعين فما يسمعون بعير لقريش خرجت الى الشام الا اعترضوها فقتلوا واخذوا فناشدته صلى الله عليه وسلم قريش بالرحم وبالله ان من أتاه فهو آمن فارسل اليهم فقدموا عليه المدينة فنزل { { وهو الذي كف } الخ وفي رواية انه كان يوم الحديبية شيء من رمي النبل والحجارة وانه قتل مسلم اسمه رتيم وكانت (المواعدة) الى سنتين وانه لما قيل أي فتح فتحنا خطب وقال ان رجالا بلغني عنهم انهم يقولون اي فتح كان أما كان فتحا ان وطينا بلاد المشركين حتى بلغنا مكة وأوتيت بتسعة عشر رجلا فقلت ألكم عليّ عهد فقالوا لا فاطلقتم وطلبوا المواعدة من غير ان أطلبها انسيتم يوم بدر اذ أنتم مستضعفون في الأرض فآواكم وأيدكم بنصره انسيتم يوم بدر اذ أنتم مستضعفون في الأرض فآواكم وأيديكم بنصره انسيتم يوم احد اذ صعدتم الجبل ولا تاوون على احد وانا ادعوكم في اخراكم فنالتكم رحمته انسيتم يوم الخندق اذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر فكفاكم الله القتال قالوا نستغفر مما قلنا يا رسول الله بل كان أعظم الفتوح وروي انه خرج للحديبية للعمرة في ألف وخمسمائة وان قريشا بعثوا خالد بن الوليد في جماعة ليصدوه فاخذ ساحل البحر بعد أن قال من يأخذ بنا ساحل البحر فقال رجل امض يا رسول الله على بركة الله ورسوله فلم يثق به فقال من يأخذ بنا ساحل البحر فقال رجل امض يا رسول الله على بركة الله فمضى ولم يشعر بهم خالد واصحابه حتى نزلوا مياه الحديبية فانطلقوا واستنهضوا قريشا وروي انه لما رجع اليهم عروة بن مسعود قال لم ار ان يصد هؤلاء عن بيت الله فسبوه واتهموه وانهم بعثوا بعده بديل المذكور وارتاب بن ابي الحليس اخا بني الحارث بن عبد مناف ففعلوا به ذلك ايضا لما قال لهم كعروة وانهم بعثوا سهيلا المذكور مع مكرز المذكور وانطلق اناس من المسلمين الى عشائرهم بمكة فحبسوا فيها فنادى منادي الرسول عند انتصاف النهار والقوم في الرجال ان جبريل امر بالبيعة وروي انه رمى مسلم مشركا مسمى (زبير) فقتله فاتبعهم المسلمون وادخلوهم مكة فاقبل اشرافهم فقالوا يا رسول الله لم نرض هذا وانما فعله سفهاؤنا فعرضوا الصلح فقبله واشتد على عمر ان لا يكتبوا البسملة ورسول الله فنهاه ابو بكر عن التعرض على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبوا انهم ان شاءوا اعتمروا في القابل في هذا الشهر وهو ذو القعدة وانهم لا يدخلون بسلاح الا سلاحا خافيا في قرابه كالسيف والقوس وكان عليّ يسرع الكتابة اذا أمره النبي بالكتابة واذا قال سهيل لا يكتب الا ان أمره النبي صلى الله عليه وسلم ولما ختموا الكتاب أقبل أبو جندل بن سهيل هذا مقيدا قيده أبوه خشية ان يلحق بالمسلمين وروي انه لما اشارت اليه أم سلمة ان شئت ان ينحروا ويحلقوا فابدأ يتبعوك وفعلوا وانه قال يرحم الله المحلقين فقالوا والمقصرين قال يرحم الله المحلقين فقالوا والمقصرين قال يرحم الله المحلقين لله ثلاث مرات وفي الرابعة لما قالوا والمقصرين قال والمقصرين وروي أنه قال يرحم الله المحلقين فقالوا والمقصرين قال والمقصرين وروي أنهم قالوا كيف نحل قبل أن نطوف فوجدوا من ذلك كما وجدوا من القضية قيل: فاخرج رأسه من القبة وقد حلق ففعلوا وروي أن ريحا هاجت والقت شعورهم في الحرم حيث يحلق الحاج فقال ابشروا بقبول عمرتكم وأقام في الحديبية شهراً ونصفاً وقيل انهم لم يدخلوا الحرم ولما حلقوا أدخلت الريح شعورهم الحرم