التفاسير

< >
عرض

مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٧٥
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَا المَسِيحٌ ابنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ }: أى ليس هو الله، ولا ثالث ثلاثة، ولا ابن الله، بل هو مجرد رسول من جنس الرسل قبله كما قال.
{ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ }: نعت لرسول، أو خبر ثان خلقه الله بلا أب كما خلق آدم بلا أب ولا أم وأحيا أمواتاً باذن الله كما أحيا بعض الرسل أمواتاً أكثر، وكما أحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضا كما فى السير، وكذا أحيا لموسى العصى حية تسعى.
{ وَأُمُهُ صِدِّيقَةٌ }: كثيرة الصدق لا يصدر منها سوء كسائر المسلمات الصادقات اللازمات للصدق، فليست باله، وهذا أبو بكر يسمى الصديق، وقيل: سميت صديقة لأنها صدقت بكلمات ربها وكتابه.
{ كَانَا يَأكُلانِ الطَّعَامَ }: كسائر الأنبياء والناس والحيوانات، ومعلوم بأكل الطعام والعادة أنهما يشربان، وكذلك يبولان ويتغوطان، والاله لا يحتاج الى شىء يحيا به ولا يلحقه جوع أو عطش وألمهما، ولا يبول ولا يتغوط، ولا يكون جسماً ولا عرضاً.
{ انُظرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ }: يا محمد وهن آيات قواطع فى بطلان اعتقادهم.
{ ثُمَّ انظُر أنَّى }: كيف.
{ يُؤفَكُونَ }: يصرفون عن الحق مع وجود هؤلاء الآيات، وثم للتراخى فى المرتبة لا فى النسبة تفيد ان صرفهم عن الحق مع هذه الآيات أشد استبعاداً من احتياجهم الى التبيين فى ذلك، كذا ظهر لى أو بيناه لهم بياناً عجيباً واعراضهم أعجب، وكل من العجيبين فى نوعه.