التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ
٨٣
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ }: محمد صلى الله عليه وسلم.
{ تَرَى أَعْيُنَهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ }: ترى يا من تأتى منه الرؤية كما رأيت يا محمد وفد النجاشى وغيرهم، وكما رأى أصحابك النجاشى والأساقفة منه، أو ترى يا محمد من يمكن أن تراه، أو تعلم يا محمد ولو لم تر بعينك، لأنك يخبرك غيرك بفيض الدمع، وقرىء بالبناء للمفعول على أن التاء لتأنيث الأعين، ومعنى تفيض تمتلىء، فان الفيض مسبب عن الامتلاء، فهو مجاز لعلاقة السببية أو المسببية، أو كلتيهما أو معنى تفيض من الدمع يفيض دمعها، فأسند الفيض الى محله، ومن للابتداء أو السببية باعتبار ظاهر المجاز، فان الظاهر بحسب اللفظ أن العين نفسها تفيض.
{ مِمَّا عَرَفُوا }: من للابتداء ان لم تجعل الأولى للابتداء، أو للسببية ان جعلت الأولى له، الا ان جعلت متعلقة بمحذوف حال من الدمع، فيجوز حينئذ أن تكون الأولى والثانية للابتداء جميعاً لاختلاف متعلقهما.
{ مِنَ الحَقِّ }: حال من ما أو من العائد المحذوف، ومن للبيان، ويجوز أن تكون للتبعيض عرفوا بعض الحق فأبكاهم، فكيف لو عرفوه كله، والمراد بالحق ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
{ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَا }: بالقرآن، وشهدنا أنه حق، وبمحمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول الى الناس كلهم.
{ فَاكْتُبنَا مَعَ الشَّاهدِينَ }: بأن القرآن من الله، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسوله، أو من الشاهدين على الأمم يوم القيامة، وهم هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أو الشاهدين بالحق، وهم هذه الأمة أيضاً، وانما قالوا ذلك لأنهم وجدوا هذه الأمة فى الانجيل كذلك.