التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ
٨٦
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا }: بالله بأن قال الله ثالث ثلاثة، أو عيسى ابن الله، أو عيسى الله أو عبد الأصنام أو جحد الله أو قال: عزير ابن الله ونحو ذلك من أنواع الشرك وأنواع النفاق.
{ وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا }: بأن كذبوا آية واحدة أو حرفاً أو أكثر أو بمعجزة نبى، لأن من كفر بشىء من ذلك فقد كفر بجميع الكتب والأنبياء والمعجزات، وعطف كذبوا بآياتنا على كفروا عطف عام على خاص، ليقابل بالتكذيب بالآيات ما سبق من التصديق بها، ترغيباً فيمن صدق، وترهيباً عمن كذب.
{ أُوْلَئِكَ أصْحَابُ الجَحِيمِ }: النار الموقدة ايقاداً عظيماً، روى
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر النار يوماً ووصف يوم القيامة فبالغ وأشبع الكلام فى الانذار، فرقق قلوبهم فاجتمع عشرة من الصحابة فى بيت عثمان بن مظعون الجمحى، وهم: أبو بكر، وعلى، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وأبو ذر الغفارى، وسالم مولى أبى حذيفة، والمقداد بن الأسود، وسلمان الفارسى، ومعقد بن مقرن، وتشاوروا واتفقوا على أنهم يترهبون ويلبسون المسوح، ويقطعون مذاكيرهم، ويصومون الدهر، يقومون الليل ولا ينامون على الفرش، ولا يأكلون اللحم والودك، ولا يقربون النساء ولا الطيب ويسيحوا فى الأرض.
فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فأتى دار عثمان بن مظعون فلم يصادفه، فقال لامرأته: أحق ما بلغنى عن زوجك وأصحابه؟ فكرهت أن تكذب، وكرهت أن تبدى سر زوجها فقالت: يا رسول الله ان كان قد أخبرك عثمان فقد صدق، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء عثمان أخبرته بذلك، فأتى هو وأصحابه العشرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا فقالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا الا الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أومر بذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لأنفسكم عليكم حقا فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فانى أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، وآتى النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى ثم جمع الناس خطبهم فقال: ما بال أقوام حرموا النساء والطيب والطعام وشهوات الدنيا وانى لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهباناً فانه ليس فى دينى ترك النساء والطعام، والطيب وشهوات الدنيا، ولا اتخاذ الصوامع، وان سياحة أمتى الصوم، ورهبانيتهم الجهاد، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فانما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم "
فنزل قوله تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوْا }