التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ
٨٧
-المائدة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ }: الى قوله { مؤمنون } وعن ابن عباس: نزلت الآية بسبب جماعة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، بلغت بهم الموعظة وخوف الله أن حرم بعضهم النساء وبعضهم النوم بالليل والطيب، وهم بعضهم بالاختصاء، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: " أما أنا فأقوم وأنام وأصوم وأفطر، وآتى النساء والطيب، فمن رغب عن سنتى فليس منى " والطيبات المستلذات التى حرموها على أنفسهم، ومعنى تحريمهم لها منع أنفسهم عنها مع اعتقاد أنها حلال، وذكر ذلك بعد ذكر ترهب النصارى نهياً عن الافراط فى ترك الطيبات البتة، وعن تحريم ما حل كما قال:
{ وَلا تَعْتَدُوا }: بتحريم الحلال، وهذا أنسب بسبب النزول، ويجوز أن يكون المعنى ولا تعتدوا حدود ما أحل لكم الى ما حرم عليكم، فشمل الآية النهى عن تحريم ما حل، وتحليل ما حرم، والجمهور على الأول والحسن على الثانى.
{ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعتَدِينَ }: لا ينعم عليهم بالجنة، بل يعاقبهم بالنار.