التفاسير

< >
عرض

أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ
١٥

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ } الاستفهام للانكار والتوبيخ والياء الاولى مكسورة والثانية ساكنة سكوناً ميتاً لانه عيي كرضي والعي العجز أو عدم الاهتداء لوجه الامر وذلك جواب لقولهم { { ذلك رَجع بعيد } أي لم نعجز كما علموا عن الخلق الاول فضلاً عن أن نعجز عن الثاني وهذا باعتبار ما يفهمون والأقاويل والثاني سواء فى قدرته فاذا لم ينكروا قدرتنا على الخلق الاول ففي عدم انكارهم اعتراف بالقدرة على الثاني والخلق الاول خلق آدم وأولاده وغيرهم والثاني في البعث وعن بعضهم الخلق الاول انشاء الانسان من نطفة على التدريج وقال الحسن الخلق الاول آدم انتهى كلام البعض فهم لا ينكرون الخلق الاول لكنهم في لبس من البعث كما قال*
{ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ } خلط وشبهة وشك* { مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } مستأنف وهو البعث لبس عليهم الشيطان وتلبيسه تزيينه اليهم ان احياء الموتى أمر خارج عن العادة فتركوا لذلك ما هو القياس الصحيح ان من قدر على الانشاء قادر على الاعادة بل أقدر في وهمهم ونكر الخلق الجديد تعظيماً لشأنه واشعاراً بأنه حال شديد حق من سمع به أن يهتم به ويخاف يبحث ولا يقعد على لبس فى مثله واشعار بأنه على فجأه غير متعارف ولا معتاد