التفاسير

< >
عرض

قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٢٧

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ قَرِينُهُ } الشيطان المقيض به قرنت الاولى بالواو وللدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول أعنى مجئ كل نفس مع الملكين وقول { قَرِينُهُ } ولم تقرن هذه قصداً للاستئناف للجملة الواقعة في حكاية القول وهي { قَالَ قَرِينُهُ } فانه جملة حكاية والاستئناف كثيراً ما يقصد في التقول كما في المقاولة بين موسى وفرعون فانه لما قال (قال قرينه هذا ما لدي) وتبعه قوله { قَالَ قَرِينُهُ }*
{ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ } وتبعه
{ { لا تختصموا لدي } علم ان ثم مقاولة من الكافر لكنها طرحت لدليل كأنه قال رب هو أطغاني فقال قرينه يا ربنا ما صيرته طاغياً وما أوقعته في الطغيان بالجبر* { وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق من قبل نفسه وهواه فأعنته عليه فان اغواء الشيطان انما يؤثر فيمن كان مختل الرأي مائلاً الى الفجور أو كونه في ضلال بعيد هو اتباعه لوسوسته { { وَمَا كَانَ لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي } }. وعن أبي هريرة ان المؤمن يمتطى شيطانه كما يمتطى أحدكم بعيره في السفر