التفاسير

< >
عرض

مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ
٢٩

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ } لا أخلف الوعد ولا الوعيد ففي الآية ابطال لما زعم هؤلاء انه يخلف الوعيد وقيل المعنى لا يكذب كاذب عندي ولا يغير القول عن وجهه لاني علام الغيوب قيل وهو الصحيح اذ لم يقل ما يبدل قولي*
{ وَمَآ أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } ان قلت النفي متوجه الى كثرة الظلم وعظمه فيلزم وصف الله بقليل الظلم وحاشاه عن كثير الظلم وقليله فكيف المخرج قلت المبالغة راجعة الى النفي أي انتفى الظلم عن ربك انتفاء بليغاً أو جواب لما عساه أن يقول الكافر من انه ظلام فنفى ما للكافر فلا مفهوم أو المراد اني لا أعذب من يستحق العذاب فان من يعذب من لا يستحقه هو ظلام أو ظلام للنسب لا للمبالغة أي (بطليّ) بتشديد الياء أي بذي ظلم كلبان لصاحب اللبن مطلقاً كثيراً أو قليلاً ولكن الذي يظهر لي انه إنما يقال في النسب فعال لكثير الشيء أو عظيمه ولا يزيد الله في اساءة المسيء ولا ينقص من احسان المحسن